طوى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية صفحة من العداء التاريخي بين الفريقين عمرها 40 عاماً، مؤسسين لتوازنات جديدة في الشارع المسيحي اللبناني.
وختم اللقاء الذي تم برعاية البطريرك بشارة الراعي تحت سقف البطريركية المارونية، مرحلة العداء بين الفريقين .
لقد فتحت المصالحة بين الطرفين ، منذ أسبوع باباً لتفاهم سياسي، ووسّعت مروحة الخيارات السياسية أمام الطرفين في نسج التحالفات ومن شأن المصالحة الأخيرة بين جعجع وفرنجية، أن تطبع العلاقات بين الطرفين، بعد إزالة حاجز الماضي بينهما. وأشار عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب جوزيف إسحاق، إلى أن " العلاقة مع المردة بدأت بتواصل في عام 2006، وسلكت مسار التطبيع قبل أن تكتمل وتتوج بعلاقة طبيعية في المصالحة ، لافتاً إلى أن العلاقات الطبيعية الآن تمهد لأن تترجم في المستقبل بتحالفات في حال وصلنا إلى مكان يمكن أن نتحالف فيه، خلافاً لتجارب الماضي عندما حالت الحواجز دون التحالفات بين الطرفين. " وقال إسحاق " اليوم تخطينا هذا الحاجز، وانتقلنا إلى علاقات طبيعية؛ " ما يعني أن كل الاحتمالات كانت واردة، بالنظر إلى أن الاتفاق كان واضحاً بطي صفحة الماضي وإنشاء العلاقات. وخاض الطرفان الانتخابات النيابية الأخيرة بلائحتين منفصلتين بالدائرة الثالثة في الشمال، حيث منعت آثار الماضي العائد إلى حقبة الحرب اللبنانية دون تحالفهما. الماضي نفسه على تحالفات موضعية كانت تلزم الطرفين بالتحالف، لكنهما لم يدخلا فيها. ورغم أن الطرفين يؤكدان، بحسب الوثيقة، أن ما ينشدانه من هذه الوثيقة ينبع من اضطلاع بالمسؤولية التاريخية ومن قلق على المصير، وهي بعيدة عن البازارات السياسية، ولا تسعى إلى إحداث أي تبديل في مشهد التحالفات السياسية القائمة في لبنان والشمال، إلا أن انعكاساتها السياسية، ستكون أكثر عمقاً، بالنظر إلى أن الطرفين باتا طرفين قائمين، تبيح المصالحة العلاقات على مختلف أطيافها بحسب الوثيقة، وبالتالي لا يستبعد المعنيون فيها أن تشهد العلاقة منافسة سياسية أو تحالفات تقتضيها المرحلة ويقرران ذلك عندما تفرض مصلحتهما السياسية الأمر. وقد سبق هذه المصالحة لقاءات منفصلة عقدها الطرفان مع أهالي الضحايا ، لوضعهم بصورة المصالحة وأهميتها على المستوى الإنساني والإجتماعي والوجداني والأخلاقي .
إقرأ أيضا : ما هي حدود المصالحة بين المردة والقوات ؟
إن المصالحة في بعدها السياسي، خطوة إيجابية لكنها أمام عدة تحديات باعتقادي لأن الشرخ على المستوى الوطني لا يزال قائماً، فكيف يمكن ان تشكل المصالحة جسراً لتجاوز هذا الشرخ؟! وعكس ذلك لايمكن القول بفتح صفحة جديدة إذا.
ما المغزى من هذه المصالحة إذا لم يكن الهدف منها مقدمة لإنهاء الشرخ على المستوى الوطني وكمدخل لتنقية الذاكرة الجماعية؟
وبالتالي هل ستكون المصالحة بين القوات والمردة نموذجاً للمصالحة الوطنية ؟