أكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن الحل في موضوع تأليف الحكومة ليس لديه، بل لدى الآخرين، مشيرا إلى أن هدفه الأساسي هو كيفية تطوير البلد، ومعتبرا أنه لدينا فرصة ذهبية لتطوير لبنان، خاصة بعد مؤتمر "سيدر".
ولفت الرئيس الحريري إلى أن أي حكومة ستأتي قريبا في المستقبل إن شاء الله ستضع في بيانها الوزاري كل الإصلاحات والمشاريع الواردة في مؤتمر "سيدر"، مؤكدا أن كل الأفرقاء السياسيين سبق أن وافقوا على ذلك.
كلام الرئيس الحريري جاء خلال رعايته مساء أمس حفل عشاء أقامه "اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير"-"إرادة برئاسة عاصم نوام في فندق "فور سيزنز" بحضور الرئيس فؤاد السنيورة والوزيرين نهاد المشنوق وجمال الجراح ورئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني ورئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد ورئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير وفعاليات اقتصادية واجتماعية وشخصيات. وخاطب الرئيس الحريري الحضور بالقول: حين تعرفت إلى "إرادة"، كانوا قد طلبوا مني موعدا وزاروني. وعادة، معظم الجمعيات التي تزورني، تحمل إليّ طلبات. ولكن ما فاجأني هو أن "إرادة" قالوا لي: "نحن لا نريد منك شيئا، وإنما نريد أن نساعد البلد". وقد كبر قلبي بهذا الأمر، لأن مثل هذه المبادرات تساعد لبنان والمجتمع واللبنانيين وخاصة القطاع الخاص.
وشدد على أننا "بحاجة بالفعل إلى هكذا مبادرات تساعد المواطن اللبناني، ولا سيما في ظل المرحلة الاقتصادية التي نمر بها، فتأتي جمعية كـ"إرادة" توجهه لتطوير نفسه والدخول إلى عالم القطاع الخاص بشكل أكثر مهنية".
وأضاف:"من هنا، أشكركم، عاصم وكل القيمين على هذه الجمعية، على العمل الكبير جدا الذي تقومون به، وأنا على ثقة بأن هذا النجاح سيساعد لبنان، كما حصل في مرحلة من المراحل، حين علّم رفيق الحريري آلاف الطلاب اللبنانيين. وأنتم اليوم تقومون بعمل مماثل، فشكرا لكم".
ولفت الى أن "صحيح أننا اليوم حكومة تصريف أعمال وأنا رئيس مكلف، لكن الهدف الأساسي بالنسبة إليّ هو كيفية تطوير هذا البلد. وأنا أرى أنه لدينا فرصة ذهبية لذلك، خاصة بعد مؤتمر سيدر".
وتابع:"صحيح أن هذا المؤتمر هو للمشاريع الكبرى، ولكن الأساس في القطاع الخاص هو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهذا ما تعملون أنتم عليه، وما يجب علينا أن نطوره. فهذا القطاع هو الذي يرفع الاقتصاد الوطني، وكلما كبر القطاع الخاص الصغير والمتوسط، كلما كبر الاقتصاد أكثر فأكثر. وعليه، فإذا عملنا كقطاع عام معكم أنتم القطاع الخاص، فسيكون ذلك هو الأساس في النمو الذي نرجوه".
وأضاف:"أضف إلى ذلك أن "سيدر" ليس فقط مجموعة مشاريع، إنما هو أيضا مجموعة إصلاحات، ومن دون هذه الإصلاحات لا يمكن أن ننهض بالبلد. والأهم أننا قبل ذهابنا إلى هذا المؤتمر، وافق مجلس الوزراء على كل الإصلاحات والمشاريع المندرجة فيه، وأي حكومة ستأتي قريبا في المستقبل إن شاء الله ستضع في بيانها الوزاري كل هذه الإصلاحات والمشاريع، وكل الأفرقاء السياسيين سبق أن وافقوا على ذلك".
وشدد على أنه "متفائل خيرا، إذا تم حل موضوع الحكومة، والحل في هذا الشأن ليس لدي بل لدى الآخرين. وأتمنى لكم كل التوفيق، خاصة وأن المهنية العالية التي تعملون بها تكبر القلب، وإن شاء الله من نجاح إلى نجاح".