مصابُ عجقة السّير قد يهون باعتذارٍ وجيز من القيادة العسكرية التي تسبّبت بالاختناق المروري
في دولة العجائب والغرائب، الدولة اللبنانية، دولة الوصاية السورية وما بعدها، دولة اتفاق الدوحة عام 2008، ومن ثمّ دولة العهد "القوي"، دولة الرئيس ميشال عون والعائلة الكريمة، يختنق المواطنون داخل وسائل النّقل لساعاتٍ وساعات، ذلك أنّ البلد على أهبة الاستعداد للاحتفال بعروض الاستقلال "المُعلّق" أو "المُتخيّل" في أحسن الأحوال، فلا بأس في إغلاق منافذ العاصمة للتدّرُّب على العرض المنتظر، ولا بأس في أن يدفع المواطنون ضريبة الاستقلال بمفعولٍ رجعي كلّ عام.
مصابُ "عجقة السّير" قد يهون باعتذارٍ وجيز من القيادة العسكرية التي تسبّبت بالاختناق المروري، أمّا ما يصعُبُ فهمه ويعسُر هضمه أن يخرج رئيس بلدية بيروت لفتح مجرور أقفلهُ "مجهول" بالباطون المسلح وبعمق ستّة أمتار فغرقت منطقة الرملة البيضاء بفيضان المياه المبتذلة، أُغلق المجرور في غفلةٍ عن شرطة البلدية وحُرّاسها، وعناصر قوى الأمن الداخلي، بما فيهم شعبة المعلومات، في غفلة عن أعين أجهزة الأمن العام وأمن الدولة وجيوش الموظفين في محافظة بيروت ووزارة الداخلية والأشغال العامة والبيئة ، هذا في حين يعلم القاصي والداني في لبنان أنّه لو عنّ لمواطنٍ مسالمٍ أعزل أن يقيم سقيفةً من ألواح التوتيا في حرم منزله لتقيه حرّ الصيف وبرد الشتاء، وهذا عملٌ بسيط يمكن إنجازه خلال ساعات، لعلمت الأجهزة كافةً بفعلته الشنيعة، ولسارعت لوقف المخالفة وتغريم صاحبها، وربما سوقهُ مخفوراً أمام القضاء. أمّا في أعمال مخالفة يستغرق إنجازها أيامٍ طوال، وتعتبر أفعالاً جنائية، وبعد طوفان مياه مبتذلة لمنطقة بكاملها وحضور رئيس البلدية شخصيّاً لمعاينة المخالفة وإزالتها، واجتماع المجلس البلدي وقراره بملاحقة المعتدي، لم يجرؤ احدٌ على التّفوُه باسم الجاني الذي سدّ المجرور، مع العلم أنّه معروف وهو أشهر من نارٍ على علم، ولكن ما كل ما يُعلم يُقال على ما يبدو في بلد الرشاوى والفساد.
قيل لأعرابي : كيف حُزنك على ولدك؟ فقال: ما ترك حُبُّ الغداء حُزناً على أحد.