يُعتبر السكّري من بين الأمراض المُزمنة الأكثر شيوعاً عالمياً، ويمكن أن يُصيب الصغار والكبار بِلا استثناء مُسبِّباً مشكلات صحّية جدّية في حال عدم ضبط مستوياته جيداً من خلال الخضوع للإختبارات الضرورية بانتظام، والالتزام بمواعيد تناول الأدوية والجرعة التي يحدّدها الطبيب، والتقيّد بنظام غذائي مناسب. ولا شكّ في أنّ السكّر الأبيض يملك تأثيراً كبيراً على مرضى السكري، لكن ماذا عن بدائله الأخرى؟
لفتت إختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، بداية حديثها لـ«الجمهورية» إلى أنّ «الدراسات العلمية كشفت أنّ نسبة انتشار السكري في الدول النامية تراوح بين 10 إلى 20 في المئة، وهو يُصيب الفئة العمرية التي تبلغ 25 عاماً وأكثر بنسبة 15 إلى 20 في المئة، علماً أنّ خطر التعرّض له يرتفع مع التقدّم في العمر».
وأوضحت أنّ «السكري نوعان: الأول يُصيب الأطفال ومَن هم في مرحلة عمرية صغيرة، أمّا الثاني فيُطاول البالغين أكثر بسبب زيادة الوزن أو البدانة وتحديداً في محيط البطن والخصر، وعدم القيام بحركة منتظمة، والإفراط في الأطعمة الغنيّة بالدهون والسكريات، جنباً إلى بعض العوامل الجينية».
وشدّدت على أنّ «السكر، خصوصاً الأبيض، يلعب دوراً سلبياً كبيراً في مرضى السكري لأنه يرفع معدّل السكر في دمائهم. لذلك يلجأون إلى بدائل السكر لخفض الانعكاسات السيّئة على الجسم، ولكن من المهمّ أولاً الاطّلاع على حقيقة أبرز أنواعها خصوصاً أنها لا تخلو من المخاطر».
وعرضت أبو رجيلي آخر المعلومات التي توصّل إليها العلماء بشأن بدائل السكر الأكثر شيوعاً:
الأسبرتام (Aspartame)
يُعتبر بروتيناً وليس سكريات ولكنه يُحلّي 160 مرّة أكثر من السكر العادي. وبما أنه بروتين، فقد يتفاعل مع مركّبات غذائية أخرى داخل المنتجات الغذائية، لذلك يتوافر في 6 آلاف نوع من الأطعمة التي تشمل المشروبات، والعلكة، ومنتجات أخرى.
إستناداً إلى الأبحاث العلمية، ثبُت تأثير الأسبرتام الضارّ على صحّة الإنسان، وقد ربطت التجارب الأولية بينه وبين الصداع، والأمراض السرطانية خصوصاً في الدماغ. لذلك يجب الحذر من كميّته المستهلكة.
السوكرالوز (Sucralose)
يملك حلاوة أكثر بـ600 مرّة مقارنةً بالسكر العادي. يتميّز السوكرالوز عن الأسبرتام بأنه يتحمّل درجة حرارة عالية وبالتالي يمكن استخدامه في الحلويات المخبوزة التي تتعرّض لفترة أطول من درجات الحرارة العالية. كذلك فإنّ شركات عديدة تستخدمه في المشروبات الدايت.
وفي ما يخصّ مضاره، وجدت الدراسات أنه قد يحتوي على الكلور الذي يتمّ تخزينُه في الدهون، وهناك بعض التساؤلات الصحّية حوله.
الأسيسولفام (Acesulfame)
تمّت الموافقة عليه عام 1988، ويُحلّي أكثر من السكر العادي بـ200 مرّة، ويمكن استخدامه في المخبوزات والأطعمة والمشروبات. ولكنّ الأبحاث وجدت أنّ كثرته قد تؤثر سلباً في الجسم وتؤدّي إلى الصداع، أو الاكتئاب، أو الغثيان، ويُحتمل أن يكون الأسيسولفام من مُسبّبات الأمراض الخطيرة كالسرطان.
التوماتان (Thaumatin)
من المركّبات الجديدة البديلة للسكر العادي، وقد ثبُت أنه آمن للصحّة ويخلو من الأضرار الجانبية. يُستخرج التوماتان من الفاكهة وتصل حلاوته 2000 مرّة أكثر من السكر العادي، وهو يُباع تجارياً باسم «Talin».
السكارين (Saccharine)
يُحلّي 300 مرّة أكثر من السكر العادي وهو ضئيل السعرات الحرارية، غير أنّ الإفراط فيه يؤدّي إلى مذاق معدني، لذلك يتمّ غالباً مزجه مع مُحلّيات أخرى كالأسبرتام.
أظهرت الدراسات أنّ السكارين عند الفئران قد يؤدّي إلى أمراض سرطانية، غير أنّ أبحاثاً أخرى وجدت أنه لا يسبب السرطان عند الإنسان، وبالتالي فإنّ تأثيره على البشر قد يختلف عن الحيوانات.
لكن بغضّ النظر عن النتيجة، يجب عدم المبالغة فيه. يُذكر أنّ محتوياته الكيماوية قد تسبّب بعض أنواع الالتهاب، والاختلالات الهورمونية، والمشكلات المُزمنة كأمراض القلب.
الستيفيا (Stevia)
يُستخرج من النباتات ويُزرع في بعض بلدان العالم كالبرازيل والصين، ويُحلّي 300 مرّة أكثر من السكر العادي، ويُستخدم في الحلويات والبوظة والعلكة ومأكولات أخرى. يُعتبر الستيفيا من بعض بدائل السكر الآمنة لاستخراجه طبيعياً من النبات.
وعلّقت خبيرة التغذية بالقول إنّ «بدائل السكر عبارة عن مواد غذائية كيماوية تمنح مذاقاً مُشابهاً للسكر الأبيض التقليدي، وتتمتّع بحلاوة أكثر وبوحدات حرارية أقلّ بكثير. يمكن لمرضى السكري الاستعانة بها شرط الالتزام جيداً بالكمية المسموح بها، والحرص على تفضيل الأنواع الأكثر أماناً بدل تلك التي قد تسبّب خطورة على الصحّة».