بالرغم من أن الأبواب تُركت مفتوحة من قِبل كل من رئيس الحكومة المكلف وحزب الله، إلا أن المراوحة بقيت سيدة الموقف أمس في ما يخص إيجاد حل لأزمة توزير سنّة 8 آذار. لا تقدم ولا أفكار يتم تداولها بشأن الحل المنتظر للعقدة الأخيرة في وجه تأليف الحكومة. المعنيون بالمسألة، أي نواب اللقاء التشاوري، لم يتلقّوا في اليومين الماضيين أي اتصال من المعنيين بتأليف الحكومة، منذ اللقاء الذي جمع باسيل بالنائب فيصل كرامي في المجلس النيابي يوم الاثنين الماضي. حينذاك، أشار باسيل إلى أن الحريري مصرّ على موقفه، داعياً إلى تقديم تنازل من قبلهم، فكان رد كرامي: لا نملك شيئاً لنتنازل عنه ولا حل إلا بتوزير أحد أعضاء اللقاء. ويوم أمس، كان موقف اللقاء لا يزال على ما أبلغه كرامي لباسيل: الوزير منّا!
وبالرغم من سعي باسيل لإيجاد حل لهذه العقدة، مكلفاً من رئيس الجمهورية، في ظل تحصّن الحريري خلف موقفه العلني الرافض لتوزير أي من هؤلاء، فإن وزير الخارجية المتنقّل بين كليمنصو ودار الفتوى، لم يدخل بعد في نقاش أي مخرج مع المعنيين به مباشرة. وهو ما يعني أن الحلول لا تزال بعيدة، إذ لا أحد يملك الكلمة الفصل بالنيابة عن هؤلاء، ومن يملك الحل عليه أن يناقشه معهم.
مع ذلك، فقد أعاد الرئيس نبيه بري، بعد لقاء الأربعاء، التأكيد أن «كلام سماحة السيد حسن نصر الله ترك الباب مفتوحاً للحل، وكذلك فعل الرئيس سعد الحريري في مؤتمره الصحافي». وقال بري إنه أبلغ الوزير جبران باسيل موقفه من الأفكار التي يمكن أن يبنى عليها»، آملاً «أن تنجح الجهود والمساعي لتأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن، للضرورات الوطنية على المستويات كافة».
وحده الرئيس سعد الحريري، قال كلمته ثم نأى بنفسه، معتكفاً عن لقاء النواب المعترضين.
إلى ذلك، قال باسيل، بعد لقائه المفتي عبد اللطيف دريان، إنه طلب مساعدته لتوفير الجو اللازم في البلد، والخروج من أجواء التحدي والذهاب إلى حوار عقلاني لحل المشكلة». أضاف: «اليوم، كل فريق حكى كلمته ورفع السقف، ولكن مع إعلاء السقف أرى أن الباب يكبر ويعلو، وهكذا يصير الحل متاحاً أكثر، وكلي تفاؤل بأننا داخلون الى مرحلة نتكلم فيها بين جدران أربعة، ونبحث عن حل مبني على العدالة وصحة التمثيل والوفاق الوطني، ولا يكون فيها غبن لأحد، ولا إكراه ولا فرض، بل فيها المنطق السياسي وصحة التمثيل، وهذا أساس تشكيلها، وهذه الحكومة لها رئيس». وتابع قائلاً: «نحن نريد حكومة قوية، من أجل ذلك نريد رئيس حكومة قوياً، هذا مطلبنا، ولا نقبل إلا أن يكون رئيس حكومتنا قوياً، لأنه إذا لم يكن كذلك فكلنا معاً نكون ضعفاء، حكومتنا تكون ضعيفة، وبلدنا ضعيفاً، وكذلك العهد وفخامة الرئيس».