تمت المصالحة المسيحية المنتظرة أخيرا في بكركي , هذه القلعة الوطنية التي لا تعرف سوى لغة الحب والسلام والمصالحات .
جرى اللقاء بين الزعيمين المسيحيين الكبيرين , رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية , إلتقا وصافحا بعضهما البعض وتبادلا العناق والقبل ودشنا مرحلة جديدة في تاريخ المسيحيين ولبنان .
واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال لقاء المصالحة بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية في بكركي إلى أنه "ما أجمل أن يجلس الأخوة معا، بهذه الصلاة استقبلكم اليوم والفرح في قلوبنا وقلوب جميع اللبنانيين، كثر فرحون في لبنان وخارجه، هم يحبون السلام والمصالحة والتعاون والتلاقي في سبيل الوطن وشعبه وفي سبيل قيام الدولة ومؤسساتها"، مشيراً إلى ان "الرب أب، ولأنه أب نحن أبنائه، ولأننا أبناء لأب واحد فنحن أخوة مهما كان الدين أو الرأي أو اللون، لذلك "ما أجمل وما أطيب أن بجلس الأخوة معا".
ولفت إلى ان "الفرح والسعادة خلال اللقاء هي لأن الرب حاضر، لأنه يريدنا أن نلتقي ونتصالح ونعم نلتقي حتى نعيش بفرح وسلام ولنبحث عن الحقيقة ولتجمعنا المحبة ولنبني مجتمعنا وهذا اللقاء ليس فقط لاستكمال مصالحة بدأت وحصلت في ايار 2011 شملت قطبين آخرين هما رئيس الجمهورية ميشال عون عندما كان رئيسا لـ"التيار الوطني الحر" والرئيس السابق أمين الجميل، هكذا انطلقنا وطوينا الصفحة واليوم مع القطبين الحضارين نؤكد المصالحة ونواصل الطريق".
واكد أن "الاجتماع اليوم هو انطلاقة لوحدتنا الوطنية الجامعة، في بكركي نحن ضد الثنائيات والثلاثيات نحن مع الشعب ومؤسسات الدولة وهناك ثنائية واحدة هي لبنان ذو جناحين متساويين متكاملين هما الاسلام والمسيحية، وهذا هو سر لبنان بخصوصيته ودوره ورسالته"، مشيراً إلى أن "هذه هي أبعاد اللقاء التاريخي العظيم بين المرجعيتين سليمان وفرنجية وسمير جعجع، ومن خلالهم كل أعضاء وأنصار الحزبين ونرفع صلاتنا الله ليبارك هذا اللقاء، والشتاء اليوم هو علامة أن هذا اللقاء مصدر خير للبنان ومصدر نعم للدولة وللمؤسسات واشلعب، نرفع سلاة الشكر لله ونسأله أن يبارك هذا المسعى لمجده ولخير لبنان".
وأعلن المطران جوزيف نفاع أن وثيقة بكركي بين "القوات اللبنانية" و"المردة" تأتي استكمالاً لتاريخ من المصالحات المسيحية، والتقى اليوم برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كلاً من رئيس حزب القوات ورئيس تيار المردة تأكيداً على المصالحة".
وأضاف نفاع في بيان لقاء رئيس جعجع- فرنجية أن الهدف خير لبنان شعباً وارضاً ودولة والمصالحة اليوم ثابتة بغض النظر عن اي ظروف سياسية قد تأتي، وقال: "لقد مر المسيحيون عامة ومسيحية الشمال خاصة بمراحل من الاقتتال والشرذمة ما سبب لهم الاحباط والتفرقة وانعكس سلباً على وضعيتهم”.
وأكد أن هذه المراحل لن يتخطاها المسيحيون الا اذا تخطوا الماضي الأليم، وقد مرت العلاقة بين الطرفين بمراحل عديدة لم تعكر صفوها أي شائبة رغم كل الاختلاف السياسي، من هنا ، يعلن "القوات” و"المردة" اليوم الرغبة المشتركة بطي صفحة الماضي وهذا الحدث مناسبة لإكبار من استشهد وعانى بين الفريقين وتضحياتهم اثمرت هذا اللقاء بعيدا عن رغبات سياسية".
وأكد نفاع أن هذا اللقاء ليس وليد اللحظة إنما "جاء تتويجاً لجملة لقاءات ومشاورات نجح فيها الطرفين بنيل ثقة بعضهما البعض".
وأكد الطرفين ان التلاقي بين المسيحيين والابتعاد عن منطق الالغاء يشكلان قوة للبنان. وقال: "زمن المشاكل بين "القوات" و"المردة" قد ولّى الى اللاعودة، ويتمسك كل طرف بتوجهاته السياسية والوثيقة هدفها النظر نحو افق مستقبلي مفتوح".
ولفت إلى أن السعي سيكون دائماً لتضييق مساحة التنشج، وسيلتزم الطرفان بالدستور والقوانين وتعميم مناخات ايجابية واستبعاد المصطلحات التي تجرح بالطرف الآخر وشهدائه ورموزه، وقال: "اتفقا على التنسيق بجميع النشاطات والخطوات التي قد تخلق اي تشنج".
فيما لفت رئيس حزب "القوات اللبنانية سمير جعجع، في تصريح له في بكركي الى أنه "يوم مصالحة ويوم أبيض وجميل وتاريخي"، وردا على سؤال حول ما إذا سيزور إهدن أو زغرتا، قال: "كل شي معقول ويمكن تشوفوا غيري بمعراب".
بدوره , لفت رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية في تصريح له بعد لقاء المصالحة مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في بكركي إلى أن "اللقاء كان مسيحيا بامتياز ولم نتطرق للأمور اليومية بل للأمور الوجدانية ونحن نفتح صفحة جديدة ليست على حساب أحد، وهي بدأت وتابعت بطريقة طبيعية ووجدانية وليس بطريقة طارئة او ظرفية ونحن نعتبر العلاقة طبيعية والوقت يقرر ما سيحصل وفي السياسة يمكن أن نتفاهم ويُمكن ألا يحصل ذلك".
ورداً على سؤال "هل أصبح الوصول إلى الرئاسة أسهل بعد المصالحة"، أكد فرنجية أنه "بعد 4 سنوات الله بيعرف شو بدّو يصير"، مشددا على "اننا لسنا مختلفين مع "التيار الوطني الحر" وعندما يستدعينا رئيس الجمهورية ميشال عون نحن جاهزون".
وأكد عضو كتلة "الجمهورية القوية " النائب أنطوان حبشي في تصريح له من بكركي "اننا نتمنى من جميع القوى أن يذهبوا في اتجاه المصالحات والتلاقي مهما كانت اتجاهاتهم السياسية او الطائفية".
وعلق النائب طوني فرنجية على المصالحة بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" ورئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية في بكركي، قائلا: "عندما نقرر أن نتخطى مرحلة سابقة مليئة بالجراح نكون قد قررنا طي الصفحة ونكون صادقين مع أنفسنا ومع اللبنانيين"، مؤكداً أن "المصالحة فعلية وحقيقية وتعني كل اللبنانيين والمسيحيين ووطنية ولبنانية بشكل خاص".
ولفت إلى انه "لاعلاقة للمصالحة بالسياسة ولا بالحكومة لأنه كان من الممكن أن تتشكل الحكومة قبل المصاحلة ولا انتخابات رئاسية ولا نيابية الآن كي لا تأخذ منحى آخر"، مشيراً إلى أن "الشهداء سقطوا من أجل وحدة لبنان وواجبنا الحفاظ على وحدة البلد اليوم ووحدة البيت الواحد".
فيما علق رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: "المصالحة بين "القوات اللبنانية" وتيار "المردة"، صفحة بيضاء تطوي صفحات من الألم والعداء والقلق، نبارك لسليمان بك فرنجية وللدكتور سمير جعجع هذا الحدث الكبير الذي تكلل برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي".
وعلق رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مصالحة بكركي بين رئي تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قائلا: "مباركة المصالحة بين تيار المردة والقوات اللبنانية برعاية بكركي و كل مصالحة لبنانية اخرى فكيف اذا اتت لتختم جرحاً امتدّ اربعين عاما ولتستكمل مساراً تصالحيّاً بدأ مع عودة العماد عام 2005".
ورحب رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل بلقاء المصالحة بين "القوات اللبنانية" وتيار المردة، وهنأ "كلا من سمير جعجع وسليمان فرنجية على نجاحهما في طي صفحة موجعة من تاريخ المسيحيين ولبنان"، كما هنأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس بشارة الراعي ويشكره على رعاية هذه المصالحة.
ولفت الى أن "حزب الكتائب اللبنانية الذي شجع على الدوام كل المصالحات ودعمها سواء على المستوى المسيحي او على المستوى الوطني، يتمنى أن تكون مصالحة اليوم بين القوات اللبنانية وتيار المردة خطوة إضافية لبناء المصالحة الوطنية على قاعدة الديموقراطية الصحيحة واحترام التمايز والاختلاف والتعددية الحزبية، وحرية العمل السياسي تحت سقف الدستور اللبناني والقوانين، ومن خلال المرجعية الحصرية للدولة اللبنانية بمؤسساتها الشرعية كافة".
وإتصل الرئيس نجيب ميقاتي بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي وبكل من رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع مهنئا بالمصالحة التي تمت اليوم في بكركي، متمنيا أن "تعم روح المحبة والتسامح بين جميع اللبنانيين على إختلاف طوائفهم وإنتماءاتهم، فتتوحد كل الجهود للنهوض بلبنان".
فيما غرد الوزير السابق بطرس حرب عبر حسابه على موقع "تويتر" قائلا: "تكريس مصالحة القوات والمردة في بكركي خطوة تاريخية على طريق عودة التسامح والمحبة بين المسيحيين واللبنانيين. اما الأهم فهو الاتعاظ من تجربة الصراعات الدموية لحل خلافات الرأي بيننا وطي صفحة العنف نهائيا، والاقتناع بأن الحوار هو السبيل الوحيد لكي نعيش بسلام".
وعلقت عضو كتلة "القوات" النائب ستريدا جعجع، في تصريح لها بكركي، على المصالحة بين "القوات اللبنانية" و"تيار المردة" قائلة: "مبروك للمصالحة التي إنتظرها أهالي الشمال عموما والمسيحيين خصوصا منذ 40 عاما"، مضيفة: "لا يمكن
إلا أن أنحني أمام شهداء الجانبين وأوجه التحية الى أهاليهم"، معتبرة أن "الكبار هم الذين يعرفون كيفية طي الصفحة".
واعتبر "تجمع موارنة من أجل لبنان" في بيان، ان "لقاء المصالحة بين "القوات اللبنانية" و"تيار المردة" برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، يشكل خطوة مباركة ومطلوبة في سياق التلاقي المسيحي- المسيحي وطي صفحة التقاتل على اسس المصارحة والمصالحة.
واعتبر ان "لقاء اليوم يأتي بعد "اعلان النيات" بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" ولقاء معراب، ويشكل انتقالا الى المستقبل على اسس بلسمة الجراح والتفكير المشترك من اجل مصلحة الجماعة والوطن".
واكد ان "بكركي مع البطريرك الراعي تبرهن، مرة جديدة، الدور التاريخي في جمع المسيحيين واللبنانيين على اسس الدستور والقانون والشراكة".
وعاد جعجع وغرد كاتبا : ""تحية من القلب للجنديين المجهولين طوني الشدياق ويوسف سعادة على الجهود المضنية التي بذلاها على مدى السنوات والأشهر الماضية لإنجاز هذه المصالحة".
إقرأ أيضا : عندما تقع الفتيات ضحية للابتزاز !
عربيا وإقليميا :
رحبت وزارة الخارجية الروسية بـ"وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة" وتتوقع "أن يكون ثابتا، ويستمر لفترة طويلة الأجل"، مشيرةً إلى "أنها خلال اتصالاتها، في سياق تفاقم الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الحالي، حثت الجهات على إنهاء الأعمال القتالية على الفور".
وفي بيان لها، أعربت الخارجية الروسية عن "دعمها لجهود الوساطة المصرية والأمم المتحدة لاستعادة وقف إطلاق النار"، مشيرةً إلى "اننا نأمل أن يكون ذلك مستدامًا وطويل الأمد، لتتاح للمجتمع الدولي إمكانية تكثيف الجهود لتصحيح الوضع الإنساني الكئيب في قطاع غزة وتحقيق تسوية فلسطينية - إسرائيلية عادلة الإطار القانوني الدولي المعروف".
واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "مصير ما يسمى بصفقة القرن سيكون الفشل"، مشددا على أن "بلاده ستمنع تحقيق مشاريع وطموحات واشنطن في المنطقة".
وفي كلمة ألقاها له خلال اجتماع الحكومة، أكد روحاني أن "الولايات المتحدة تخطئ باعتقادها أنه يمكن تجاهل حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة"، معتبرا أن "إجبار قطاع غزة على الاستسلام أمام إسرائيل أمر لن يتحقق".
ولفت الى أن "إيران لم تعد على ذات الحال الذي كانت عليه سابقا، وأنه لا يمكن للولايات المتحدة قمع شعوب المنطقة".
إقرأ أيضا : الفن يعود إلى مدينة صور في ثلاثة أوجه
دوليا :
أيدت الحكومة البريطانية مسودة اتفاق البريكست الذي توصلت إليه بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، حسب ما افادت رئيسة الوزراء تيريزا ماي بعد اجتماع للحكومة استمر أكثر من خمس ساعات.
وقالت ماي أمام مقر الحكومة إن "القرار الجماعي للحكومة هو أن على الحكومة الموافقة على مسودة اتفاق الانسحاب".
وانضمت مجموعات إعلامّية عدة بينها "فوكس نيوز" إلى المعركة القضائية التي تخوضها "سي إن إن" لإعادة تصريح كبير مراسليها في البيت الأبيض، في وقت أصرّت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن من حقها السماح للصحافيين بالوصول إلى الرئيس أو منعهم من ذلك.
وأكدت "فوكس نيوز"، المملوكة لروبرت مردوخ حليف ترامب والتي لطالما أشاد بها الرئيس، أن سحب تصريح المراسل جيم أكوستا بعدما دخل في سجالات عدة مع سيد البيت الأبيض هي خطوة تثير المخاوف بشأن حريّة الصحافة.
وقال رئيس المحطة الإخبارية جاي والاس في بيان صدر قبل ساعات من عقد محكمة فدرالية جلسة استماع للنظر في القضيّة إن "فوكس نيوز تدعم سي إن إن في جهودها القانونية لاستعادة أوراق اعتماد مراسلها في البيت الأبيض".
وأضاف: "ننوي التقدم بمذكرة صديق المحكمة وهي وثيقة قانونية داعمة لدى المحكمة. يجب عدم استخدام تصاريح الصحافيين العاملين في البيت الأبيض كسلاح. وبينما لا نقبل بالنبرة التي تزداد عدائيتها من قبل كل من الرئيس والصحافة في المناسبات الإعلامية الأخيرة، إلا أننا ندعم حرية الصحافة والوصول إلى البيت الأبيض والنقاشات المفتوحة من أجل الشعب الأميركي".
وأعربت مجموعات إعلامية أخرى عن دعمها لتحرك "سي إن إن" قضائيا بينها وكالة "أسوشييتد برس" و"بلومبرغ" و"فيرست لوك ميديا ووركس" و"غانيت" و"معهد النادي الصحافي الوطني" و"إن بي سي نيوز" و"نيويورك تايمز" و"بوليتيكو" و"صندوق الدفاع عن حرية الصحافة" و"إي دبليو سكريبس كومباني" و"يو إس ايه توداي" و"واشنطن بوست".
وأفادت المجموعات الإعلامية في بيان مشترك أنه "سواء كانت أخبار اليوم متعلقة بالأمن أو الاقتصاد أو البيئة، فيجب أن يبقى لدى مراسلي البيت الأبيض حرية طرح الأسئلة".
وأضاف البيان "إن وصول الصحافيين المستقلين إلى الرئيس وأنشطته وعدم منعهم لأسباب تعسفية هما أمران لا غنى عنهما".