ظاهرة إبتزاز الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تزداد والأثمان باهظة
في السنوات الأخيرة، إنتشرت في الوطن العربي وتحديدًا في لبنان، ظاهرة إبتزاز الفتيات من خلال نشر صورهنّ على مواقع التواصل الإجتماعيّ، من قبل العديد من الشباب ضعاف النفوس، ومن خلال هذا التقرير نُسلّط الضوء على هذه الظاهرة التي إعتُبرت مرفوضة. وفي لبنان، سمعنا عن العديد من الفتيات اللواتي تمّ إبتزازهنّ من خلال شاب إستغلّهنّ على مواقع التواصل الإجتماعي، وجعلهنّ تحوّل له الأموال للمحافظة على سمعتهنّ، وعندما عجزن عن دفع الأموال خسرن كل شيء، كما سمعنا عن شباب يتمّ إبتزازهم بالطريقة عينها، خصوصًا المتزوجين والمتزوجات الذين أيضًا قد وقعوا ضحيّة لهذا السلوك.
أمّا أكثر الفئات عرضة للتحرّش والإبتزاز هم شريحة الشباب، والمراهقين تحديدًا هم الأكثر عرضة للابتزاز، لأنه الشريحة العمريّة الأكثر انسياقًا وراء إشباع حاجاتها المختلفة.
وعلى الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي وجدت أساسًا لتسهيل تواصل بين العالم، وأدت إلى تطوير نمط التواصل والعلاقات البشرية، وأسهمت في تسريع نقل المعارف والعلوم والخبرات، وأتاحت إمكانيات غير محدودة على صعيد التعليم والترويج، إلا أنه يجب الاعتراف في الوقت ذاته أن هذه الوسائل حملت في طياتها العديد من السلبيات، من بينها تسهيل جريمة الابتزاز.
فكم من مقطع فاضح صوُّرَ لشخص ما في لحظة نشوة عابرة كان سببًا في تشويه سمعته وانفضاض أصدقائه من حوله وتفكك أسرته وتشرّد أطفاله.
وبحسب دراسات وتقارير عديدة، فإنّ الشباب يسقطون بسهولة بدون عناء، ويعود ذلك لأسباب عديدة، أهمها عدم المقدرة على الزواج، وغياب القناعة، وإنتشار الفساد الأخلاقي في المجتمع، مع وجود الفنّ الهابط الذي أصبح يقدم مجموعة من عارضات الأزياء على أنها الفتاة ونموذج الذي يجب أن تحلم به كزوجة، وغياب دور الأسرة في الرقابة والتوجيه.
وعلى عكس الشباب تجد أن الفتيات تكون ضحية شخص وثقت به، فلا يوجد فتاة في لبنان أو في الوطن العربي لا تعاني من مشكلات أسريّة أو إجتماعيّة، لا يوجد فتاة لا تبحث عن شخص تثق به، لاسيّما مع ضياع الثقة داخل الأسرة، فالأسرة لم تعد تلك الأسرة التي تستوعب الفتاة، وتقف لتحافظ عليها كما في الماضي، تحت مسميّات مختلفة منها الحداثة والمساواة والتحرّر.
سنعرضُ عليكم أبرز الأسباب النفسيّة التي تجعل الفتاه عرضة للإبتزاز من قبل بعض الشباب،وهي:
أولًا: عدم وجود الحضن الدافئ والمشاعر الصادقة التي تحتاجها الفتاة من المنزل.
ثانيًا: العاطفة العالية لبعض الفتيات، التي يستغلها بعض ضعفاء النفوس.
ثالثًا: رعب الفتاة من شبح العنوسة حتى وإن كانت صغيرة بالعمر.
رابعًا: إعتقاد بعض الفتيات بأن العلاقة مع الجنس الآخر هي عبارة عن تسلية لا غير.
إن وقوع الفتاة في فخّ الإبتزاز، مشكلة تقع على عاتق الفتاة وعائلتها سوياً، لذلك على الأم التعامل مع إبنتها بطريقة مثاليّة ترشدها وتوجهّها لتجنّب الوقوع في فخّ الإبتزاز، لذا على الأمهات زراعة الثقة في نفوس بناتهنّ، كما يجب معاملة بناتهنّ كصديقة من هنا يُنزع جدار الخوف والخجل، ويجب على الأمهات مراقبة حديث بناتهنّ، فإذا لاحظت الأم أنّ إبنتها تتحدّث عن الحبّ أو الغرام، هذا يدلّ على وجود أفكار ما وتحتاج إلى مناقشة مُستعجلة.
من هنا نوجّه نصيحة، إلى رواد مواقع التواصل الإجتماعي، لعدم كشف الكثير من جوانب حياتهم الشخصيّة، فالأشخاص الذين ينشرون صور سياراتهم الفارهة، وبيوتهم أو قصورهم من الداخل والخارج، سيكونون طبعا أكثر عرضة للابتزاز المالي، وكذلك الفتيات اللواتي يبالغن في نشر صورهن بأشكال وأوضاع مختلفة، يشجعن عددا أكبر من الشباب على الوصول لهن وربما ابتزازهن.