حزب الله يشبه تمامًا النمر المجروح، أو كما وصفه النائب آلان عون بالأسد الغاضب
 

حيث تخشى باقي الأحزاب والمكونات اللبنانية وتهرع من الإتهام بالتعطيل، وتعتبرها منقصة في الحسّ الوطني والشعور بالمسؤولية، يكاد يتباهى حزب الله بأنه هو من يُعطّل قيام حكومة لبنانية، تماماً كما كان يتشاوف بأنه عطّل البلد لسنتين متتاليتين من أجل إنتخاب الرئيس ميشال عون.

لا ضير عنده بهذه التهمة فلا جمهور سيُحاسبه، ولا هو معني بحاجات الناس وحياتهم، وبكل أسف فإن جمهوره هو الآخر يفتخر بهذه المقدرة وبكل ما فيه تحدّي للآخر حتى ولو كان هو نفسه سيدفع الثمن كما باقي الشرائح اللبنانية ولا يُستثنى منها إلا الشريحة المستفيدة مباشرة من الحزب ليس إلا.

ويُخطئ الرئيس سعد الحريري إذا ما اعتبر أن إتهام حزب الله بالتعطيل هو نوع من تعلية السقف، أو أنه بذلك يُحرج الحزب وقيادته، بل هو بذلك يُدغدغ مشاعر الإحساس بفائض القوة التي يخشى الحزب هذه الأيام بالتحديد من ذهاب مفعولها عند الآخرين مع تشدّد العقوبات الأميركية عليه. 

فأخشى ما يخشاه حزب الله هذه الأيام هو شعور الآخرين (أصدقاء وخصوم) بضعفه ووهنه، ويسعى جاهداً للقول بأن العقوبات ليس لها محل في اللعبة السياسية الداخلية.

إقرأ أيضًا: عندما تغيب شبعا عن يوم الشهيد

قوة حزب الله المبنية دائماً على عاملين أساسيين هما السلاح والمال، ولعل المال كان هو اللاعب الأقوى في مسارات حضوره الداخلي، حيث أن استعمال السلاح له اعتباراته وحساباته الدقيقة جداً المحلية والإقليمية والعالمية، وهو في مرحلة الشعور بفقدانه للعامل الأول داخلياً وبالتالي فهو يعيش ضمنياً بأنه غير مرهوب الجانب وأن تأثيره بدأ بالزوال حتى على حلفائه وبالخصوص هنا على التيار الوطني الحر وأنه -التيار - في بداية مرحلة التفلت من هيمنته. 

في هذه اللحظة بالذات، لحظة إبعاده من الجنوب السوري، والإنسداد السياسي بالعراق، ودخول الجيش اليمني إلى الحُديدة في اليمن، والشلل الكبير على طول الجبهات مع العدو الإسرائيلي (ما عدا مواقع التواصل الإجتماعي)، وتهميشه حتى النسيان في لعبة تقاسم الحصص الداخلية أو ما يُسمى بتشكيل الحكومة!! 

في ظل هذه المعطيات فإن حزب الله يشبه تماماً النمر المجروح، أو كما وصفه النائب آلان عون "بالأسد الغاضب" وهو أكثر ما يحتاج إلى "إنتصار" يقول من خلاله أنه موجود ومؤثر ولاعب أساسي، إنتصار ولو على شاكلة توزير واحد من النواب الستة، "إنتصار" ولو بحجم "فيصل كرامي".

لذلك، أنصح رئيس الجمهورية بأن يختصر الوقت وأن يوفر كل الجهود المبذولة من صهره المصون وكثرة اللف والدوران ويعطوه فيصل من حصته وبلا تضييع وقت.