من حارة حريك إلى المجلس النيابي مروراً ببيت الوسط وصولا الى كليمنصوه... أمضى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ساعاته الـ48 الماضية.
جولةٌ مكوكية قام ويقوم بها رئيس التيار الوطني الحر، بمباركةٍ رئاسية، لحلحلة العقدة السُنية التي أطاحت بتشكيل حكومة العهد الأولى قبل الإعلان عنها بساعات.
ما بين التشرينَين من العامين 2017 و2018 معانٍ كبيرة، تُختصر اليوم بجولة باسيلية محلية. ففي مثل هذه الأيام من العام المنصرم أطلق صهر بعبدا العنان لجولةٍ إقليمية - دولية، من مصر إلى باريس وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، لتحرير الرئيس المستقيل قسراً في الرياض حينها سعد الحريري، بناءً لمعلوماتٍ استقصائية كشفها حزب الله يومها للرئيسين ميشال عون ونبيه برّي.
أثمرت قبل سنة جهود باسيل مدعومة من الرئاستين الأولى والثانية، بتحرير الحريري وعودته إلى لبنان، عشية 22 تشرين الثاني من العام الماضي. واليوم يحاول باسيل، وشاءت الصدفة أن يتوافق تاريخ هذا الحراك مع تاريخ الحراك السابق، تحرير حكومة الحريري من العقدة السنية، وتحرير الحريري أيضاً من مأزق المواجهة مع حزب الله، لا سيما أن مشهد تعاطف الشارع السني مع الحريري عاد بقوة على الساحة اللبنانية. فهل ينجح ونكون أمام حكومة جديدة عشية عيد الاستقلال في 22 تشرين الجاري؟
تؤكد معلومات "السياسة" أن ما توصّل له حراك باسيل الإنقاذي حتى يوم أمس، هو انتزاع التهدئة من الجميع، بعد التصعيد الناري لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، والذي عاشت على وقعه الساحة السياسية اللبنانية في اليومين الأخيرين.
كما استطاع باسيل انتزاع اعترافٍ من النواب السنة المحسوبين على 8 آذار بدور الحريري، وقدسية صلاحياته، ما بدى واضحاً في تحوّل خطاب هؤلاء، وعلى رأسهم النائب فيصل كرامي، الذي أكد خلال لقائه باسيل على أنه وزملائه الخمسة لا يمكن أن يكونوا شوكةً في خاصرة الرئيس المكلف، في حال تمثيلهم في الحكومة المقبلة، بل على العكس.
وفي المعلومات أيضاً، أن حراك باسيل يتركّز اليوم على محاولة إقناع الأطراف المتخاصمة بتسويةٍ ما، يمكن أن تكون بتوزير أحد النواب السنة الأربعة المستقلين، غير المنضويين تحت لواء حزب الله، وهم النواب "فؤاد مخزومي، طارق الخطيب، نجيب ميقاتي، وأسامة سعد".
وعلم موقع "السياسة" أن تأجيل مؤتمر الحريري يوم أمس لساعتين، كان بمسعى من باسيل في انتظار ما أفضت إليه الاتصالات الأخيرة، إلا أن هذه المفاوضات لم تصل إلى غايتها المنشودة، ما يفسّر التصعيد الذي لجأ إليه الحريري في مؤتمره الصحافي من بيت الوسط يوم أمس.
وانطلاقاً من مواقف الحريري الأخيرة التي أكد من خلالها أنه ليس بوارد الاعتذار عن التأليف، ولا حتى السير بشروط حزب الله، بتوزير أحد النواب السنة الستة، يؤكد مصدر مطلع على المفاوضات الأخيرة، أن الأجواء الإيجابية التي أثيرت في الساعات الماضية عادت لتبرد مع مواقف الحريري. واستبعد المصدر ولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال، إلا في حال أثمرت جولات باسيل تسويةً ما بين اليوم ومطلع الأسبوع المقبل... فهل سيشارك الحريري في عيد الاستقلال كرئيسِ حكومة العهد الأولى، أم كرئيس حكومةٍ مختطفة؟