سمع اللبنانيون ما قاله الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله فحتى لو مضى الف سنة او الفا سنة، فإن الحزب لن يتخلى عن توزير أحد نواب سنة 8 آذار.
واليوم رد عليه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري،بانه لا داعي لان ينتظر السيد هذه المدة .
يمكن القول انه ومنذ خطاب السيد تعقدت الأمور كثيراً وبات الحل غير متوفر، بعد وصول الجميع الى طريق مسدود. الامر الذي انعكس بشكل سلبي على وضع الناس خصوصاً بعد خطاب السيد. مخطىء من يعتقد ان معرقل التأليف الحكومي يكسب شعبيه وينال الرضى، بل على العكس تماماً، فالمعرقل تهبط شعبيته الى أدنى مستوى حتى من أبناء طائفته فالناس تريد الخلاص من الوضع المأزوم الذي وصل البلد اليه بسبب الطبقة السياسية.
عملياً أدى الخطاب الى فتح أزمة خطيرة مفادها غياب تأليف حكومة الى اجل غير مسمى فالرئيس الحريري الذي رفض توزير أحد النواب الستة لن يتراجع بطبيعة الحال حتى لو اعتذر عن التأليف وأعيد تسميته مجدداً وفي حال العكس لن يستطيع غيره تجاوز الازمة. والمؤسف بالموضوع، ان الصراع تحول من خلاف على تسمية نائب سني كوزير الى خلاف شيعي – سني بغض النظر عن المحاولات التجميلية للتخفيف من حدة الموضوع فأغلبية السنة اليوم مع الرئيس الحريري ولايزال تيار المستقبل هو ممثل السنة حتى ولو كان النواب الستة هم من السنة، لكنهم سياسياً هم من غير سنة المستقبل. وأمام هذا الواقع السيئ الذي يخطىء من يتجاوز تأثيره وإرتداداته تكثر الاسئلة حول سبل المعالجة، فالسيد اقفل الباب على التفاوض معه ورمى به على النواب السنة وهؤلاء لن يتراجعوا عن مطلب توزير أحدهم مستندين الى فائض القوة الذي أبداه السيد نصر الله. وهنا يمكن القول إن خطاب نصر الله يضر بالتوازنات، صحيح انه يملك فائض قوة، لكن الآخر يملك أيضاً فائض قوة جماهيرية غير مسلحة لكنها كبيرة وكبيرة جداً. وتظهر خطورة الخطاب، كونه أخرج أزمة التأليف عن اطارها النيابي الدستوري وفق اتفاق الطائف .
إقرأ أيضا : الحريري..خطاب الصمود والمراوحة..مكانك تُحمدي أو تستريحي
من جهته الرئيس المكلف بموقفه بمعرض الرد على خطاب السيد نصرالله،أكد على ضرورة التمسك بالآليات الدستورية فيما يتعلق بتشكيل الحكومة مؤكداً رفضه لمنطق الفرض والإملاء كما سبق وأشار في أكثر من مناسبة الى انهم إذا أصروا على توزير أحد النواب من سنَّة 8 آذار فليفتشوا عن غيري علماً ان الرئيس المكلف تعمد بموقفه نبرة هادئة ومعتدلة لكنه حاسما لجهة رفضه عملية كسر للتوازن الذي قام عليه اتفاق الطائف، ومن أسباب معاناة البلد منذ عقدين من الزمن ان هذا التوازن كُسر أكثر من مرة بسبب الكيدية السياسية والاستنساب في التطبيق، فأدى الى ما أدى اليه من تقهقر البلد، وعليه يفترض عدم تكرار التجربة .
الرئيس الحريري اليوم قال لغاية الآن الامور على حالها ، لكن ما هو ثابت ان الحريري سيبقى الرئيس المكلف وسيشكِّل هو الحكومة، أما في حال التعثر فهناك نتيجتان سلبيتان لا ثالث لهما . لا حكومة جديدة، وسيطول عمرحكومة تصريف الأعمال ولا رئيس مكلف غير الرئيس الحريري .