أولاً: خطاب المراوحة...
انتظر اللبنانيون بفارغ الصبر خلال ثلاثة أيام خطاب الرئيس المكلّف سعد الحريري للرّدّ على تحدّي أمين عام حزب الله للطبقة السياسية بأجمعها تشكيل حكومة ليس راضياً عن تركيبتها، فخرج اليوم، وكما توقّع اللبنانيون أيضاً، بخطابٍ حفظ الجميع عن ظهر قلبٍ خطوطه العريضة، ومنعرجاته التفصيلية، فالرئيس الحريري ما زال يُراوح مكانه: قلبُه على البلد، مع الحرص الشديد على أمنه واستقراره والنهوض به من عثراته وكبواته، وقد بذل وعلى خطى المرحوم والده، كلّ ما يستطيع في سبيل ذلك، وغالباً عكس رياح "طائفته" وأمانيها كما قال، واليوم، وبعد المخاض العسير لولادة الحكومة، وصخرة حزب الله التي ألقاها في معراج الولادة، بدا الحريري صامداً بخطابٍ هادئ، ومُراوحة مُستدامة، إلاّ أنّ هذا وللأسف، لا يفُكُّ مغيصاً، ولا يحلُّ عقدة، وذلك لسببٍ بسيط، فهموم وهواجس من يُعرقل في جانب، وهموم وهواجس من يُسهّل في الجانب المعاكس، فإذا كان الحريري ومن معه (رئيس الجمهورية كما أحبّ أن يوحي) قلبهم على البلد، وعينُهم على تأليف الحكومة، فقلبُ السيد حسن نصرالله على إيران وعينُه على أثر العقوبات الأميركية، وكلّ هذا منطقي وطبيعي في خارطة التركيبة الطائفية اللبنانية وامتداداتها الإقليمية هذه الأيام، ومن يدفع الثّمن يا ويلاه؟ إنّهم اللبنانيون الصابرون! أي الجماهير الغفورة (كما أطلق عليها ذات يومٍ الراحل فيلمون وهبي) التي لم تُصفّق في مهرجان السّيد ولا في مؤتمر الشيخ، وهي التي عليها أن تدفع الأثمان أولاً وآخراً.
إقرأ أيضا : هل من مغيثٍ يغيثنا من عدونا الداخلي؟
ثانياً: ملاحظة فاقعة في مؤتمر الحريري...
وردت في المؤتمر الصحافي للرئيس الحريري ملاحظة فاقعة ومستهجنة وقاسية بحقّ القوات اللبنانية، فقد ذكر أنّه كان مستعداً للصعود للقصر الجمهوري قبل عشرة أيام وتقديم التشكيلة الحكومية (مع القوات أو بدونها)، أمّا اليوم فهو لا يستطيع أن يصعد للقصر بدون حزب الله، ولذا فهو قاعدٌ في بيت الوسط، بانتظار الفرج الذي يمكن أن يحمله فقط وزير خارجية إيران، كما سبق أن فعلها منذ عدّة سنوات عندما انفرجت مع الرئيس باراك أوباما، وعساها تنفرج هذه الأيام مع الرئيس دونالد ترامب، وذلك قبل قيامة القيامة وزلزلة الساعة.