افتتح وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي "أسبوع الميكانيك" في نسخته العاشرة في نقابة المهندسين في بيروت، في حضور رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت والمستشار الاقتصادي في السفارة الإماراتية هيثم الطبش وممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، عمداء الجامعات وكليات الهندسة ونقيب المهندسين السابق صبحي البساط، رئيس فرع مهندسي الميكانيك في نقابة المهندسين في طرابلس انطوني عازار ممثلا نقيب المهندسين في طرابلس بسام زيادة، وأعضاء مجلس النقابة في بيروت وطرابلس وعدد من الشركات الهندسية ومتعهدين ومهندسين.
بعد تقديم من عضو الفرع الرابع في نقابة المهندسين في بيروت يوسف غنطوس، تحدث رئيس الفرع الرابع (المهندسين الميكانيك الاستشاريين) ادي عبد الحي فأكد أن "أسبوع الميكانيك من كل عام اضحى موعدا ثابتا اراده الفرع الرابع في نقابة المهندسين ملتقى علمي للاطلاع على آخر التطورات والمبتكرات الهندسية، فضلا عن معالجته لمواضيع هندسية من تقنيات البناء وتكنولوجيا المواد، للتفاعل معها على نحو حديث وسليم ومستدام وهذه السنة عنينا "الابنية الذكية"، وذلك لنلقي الضوء على عملية التقدم العلمي والتكنولوجي الخاصة بهذا القطاع المتميز والمكمل لكل الابداعات الهندسية التي تخرج من بواطن العقول والافق الواسعة والمساحات المتقدمة في عالمنا".
أضاف: "يأتي اسبوع الميكانيك 2018 في مرحلة دقيقة يمر بها الوطن على المستويات السياسية والاقتصادية، لكن ارادة العمل والحياة ستبقى مستمرة، من هنا آلينا على أنفسنا في نقابة المهندسين ضرورة الاستمرار في استعراض آخر المبتكرات الهندسية المتعلقة بقطاع هندسة الميكانيك والاطلاع على آخر التطورات العلمية في هذا المجال، بحيث سيبدأ اسبوع الميكانيك فعالياته اليوم ويستمر على مدى 4 ايام، يتم فيها عرض احدث التجهيزات التقنية المتعلقة بهندسة الميكانيك، فضلا عن تبادل المعرفة والخبرات المتبعة على المستوى العالمي".
ورأى أن "لبنان غني بأرضه وتربته ومياهه، كذلك غني بموارده البشرية وطاقاته العلمية، فالمهندسون يشكلون ركيزة هذه الطاقات لتعزيز القطاعات الإنتاجية مثل: الصناعة الوطنية والزراعة والتكنولوجيا والعمران وغيرها التي تعاني في هذه المرحلة من التداعيات السياسية وضعف مقومات الصمود في مواجهة مرحلة صعبة تمر على لبنان، في عملية انحدار ناتجة عن اقفال عدد كبير من المصانع والشركات والمعامل نتيجة الازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد".
وقال:" نحن مطالبون بوضع خطط لإعادة هيكلة الواقع الإنتاجي بكل قطاعاته ليتماشى مع المراحل الصعبة التي يمر بها لبنان، وخصوصا أن ازماتنا متواصلة لا تنتهي، وان قطاعات عدة ترتبط بهذا القطاع ارتباطا لصيقا ومنها قطاع الهندسة الميكانيكية، الذي سعينا على مدى عقدين من الزمن في اقتراح التوصيات اللازمة لتطويره من خلال التشجيع على إقامة معارض عالمية تظهر قدرة اللبنانيين على الصناعة الميكانيكية التي تضاهي الجودة العالمية، بالإضافة الى تنشيط عملية ربط البحث العلمي الجامعي مع المصانع والشركات اللبنانية لنحد من البطالة المقنعة وحاجة السوق الى مهندسين وفنيين وعاملين جديرين بالعمل الهندسي الميكانيكي في لبنان".
وأشار الى " ان مسؤولياتنا كبيرة وارادتنا كبيرة، ونحن بلد نملك الطاقات والقدرات التي وصلت الى كل اصقاع الأرض، فيجب علينا التفاعل اكثر في مسؤولية اكبر لنصل الى ريادة منشودة لطالما عملنا من اجلها."
وقال: "ها انا وقد شارفت على انهاء ولايتي الثانية في مجلس نقابة المهندسين في بيروت أتمنى من كل قلبي ان تنحو الانتخابات المقبلة في النقابة الى مصلحة المهندس والقطاع والنقابة معا، والا يكون معيار التصويت هو التفاعل الشخصي او العلاقات فقط، لان مصلحة النقابة يجب ان تكون فوق كل اعتبار لأنها بيت المهندس الثاني ويجب المحافظة عليه من منطلقاتنا المهنية وحساباتنا الوطنية البحتة".
ودعا "المهندسين واعضاء الفرع الرابع الى انتخاب من يتمتع بخبرة مهنية ونقابية لائقة، ومن هو الأكثر كفاءة لحمل هموم ومطالب المهندسين بشكل عام واعضاء فرعنا الحبيب بشكل خاص، وللاستمرار بعملية تطوير الفرع التي كنا قد اسسنا لها خلال الأعوام الستة السابقة".
والقى النقيب تابت كلمة أشار فيها الى " انها محطة سنوية تتطور سنة تلو السنة بإرادة ورغبة من الفرع الرابع في نقابة المهندسين في بيروت، كيف لا، وتبدو الارادة جلية في التفاعل مع كل الابتكارات الحديثة لهذا الاختصاص المهم في تقنياته وهندسته المتطورة".
أضاف: "انها محطة سنوية هدفها التوسع العلمي ومواكبة التطور العالمي والاطلاع على كل الابتكارات الجديدة والبحث في المستجدات العلمية والتقنية، مع الرغبة المهنية في المشاركة في هذه التظاهرة العلمية الفنية، التي ارادت نقابة المهندسين عبر الفرع الرابع ان تنضجها لإبراز أهمية هذه النشاطات النوعية بما تتضمنه من مؤتمرات ومعارض علمية تنقل الفائدة للمهندسين ومعها الشركات الهندسية والعاملين من مهندسين وتقنيين في هذا الحقل".
وتابع: "ان الهدف الاساس من هذا الاسبوع هو التحديث المتواصل للخبرات الهندسية لتطوير ادائها على المستويات التقنية والفنية، ومنبر علمي متقدم تعرض فيه الافكار والخطط وتظهر الابداعات التقنية نحو تطوير المهنة وما ينتج من تطوير، بل تحديث للخبرات الهندسية المحلية وتطوير الأداء. وهو أمر يأخذ من الفرع الرابع الجهد اللازم في النقابة، دون ان ننسى ان هذه المحطة صارت محور انظار شركات محلية واقليمية ودولية، ونحن على ثقة ان اسبوع الميكانيك سيثمر برامج تخصصية ومعايير ومفاهيم حديثة في عالم الميكانيك".
ورأى أن "الاوضاع السياسية والاقتصادية السائدة في لبنان تحتم علينا مسؤوليات كبرى في رفع الصوت بوجه الفساد والفاسدين كما تحتم علينا زيادة القدرة العلمية لابتكار حلول ناجعة ووضعها نصب اعين المسؤولين لأن الخلل في معالجة القضايا الحياتية يودي الى تراجع المجتمع وانحداره نحو التخلف، الامر الذي يتطلب من الجميع البحث عن حلول سريعة صادقة وشفافة، لتحسين ورفع نسبة ومستوى الخدمات في القطاعات الأساسية من مياه وكهرباء وصناعة وزراعة ونقل واتصالات وتكنولوجيا الى جانب تحصين التقديمات الاجتماعية والصحية والتربوية، يلزمنا التفكير في دور الهندسة الميكانيكية التي تطال كل هذه الحيثيات، وهو ما يزيدنا إصرارا على التوجه نحو البحث والتطوير في كل المجالات الإنتاجية".
وختم بالقول: "إن نقابة المهندسين في بيروت تولي عنوان اسبوعكم "الأتمتة والتحكم في المباني الذكية" الذي يدخل في اختصاصي الميكانيك والكهرباء، الاهمية الكافية لدعم وتفعيل قرارات التطوير والتحديث اللازمة في هذا المجال".
وكانت كلمة للوزير الرياشي شكر فيها للمنظمين اختياره راعيا لهذا الاحتفال على الرغم من بعده عن هذا الاختصاص، وقال: "ما يجمعنا هو العمارة الوطنية اللبنانية التي للأسف ليست ذكية كثيرا ولن أقول غبية لأننا في لبنان لا نعمل الا للضرر بأنفسنا".
وقال:"العمارة الهندسية التي تتحدثون عنها هي عمارة ومفخرة للبنان، الأبنية الذكية والتكنولوجيا العظيمة التي تجتاح العالم هي مفخرة للمهندسين اللبنانيين والتي تدخل عالمنا وبلادنا. لكن اريد اليوم ان اطرح امامكم هندسة جديدة، فكروا دوما في عمارة نحن فشلنا في بنائها لربما المعادلات الهندسية والعلمية تساهم في بنائها وثباتها اكثر، وهي عمارة القيم الوطنية التي نفتقد لها، العمارة اللبنانية الحقيقية وهي على مسافة من عيد الاستقلال الذي نفتقد لاكتماله في كل القيم التي على أساسها يرتفع لبنان، وعندما أقول الكل لا اقصد التعميم بل اضع التجزئة في اطار التعميم".
أضاف: "من هذه الزاوية أقول إنه إذا بنينا طابقا ذكيا في بناء غبي لا نكون قد انجزنا شيئا لأنه يجب ان نبني بناء ذكيا من الاساس الى السطح. فاذا كان طابقا ذكيا في بناية غبية يعني مثل فريق ذكي ومجتمع ليس ذكيا. ان العمل الجماعي هو العمل الأساسي الذي ينجح الكل، فاذا نجح واحد وفشل الكل، يعني ان هذا الواحد سيذهب الى التوحد وليس للنجاح مع الكل، خصوصا مع العالم الذكي الذي يقدمونه لنا، وبهذه الطريقة لا نزيد العمل الجماعي بل نعزز الفردية اكثر فأكثر، لان كل فرد منا غارق في الهاتف الخلوي الخاص به، ورأسه باتجاه الأسفل، وحسب آخر دراسة اجريناها في وزارة الاعلام عن "الانتخابات النيابية وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الرأي العام"، أحصينا رقما ملفتا هو ان 76% من اللبنانيين من جميع الاختصاصات تتراوح أعمارهم بين 20 و40 سنة يمضون 6 ساعات يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي او على الخليوي، كيف لهذه العمارة ان تشيد ورؤوسنا في الأرض؟ ما اطلبه مسألة بسيطة هي تخصيص قليل من الوقت من يومكم وأنتم علماء لبنان في عالم الميكانيك والهندسة في النظر الى فوق لأنكم تساعدون الكثيرين في النظر الى الأعلى".
وختم: "قال ميخائيل نعيمة: "لستم بحاجة الى هياكل تصلون فيها فمن لم يجد في قلبه هيكلا لن يجد قلبه في أي هيكل". وانا في ختام كلمتي أدعوكم الى عمارة ذكية من اجل ان يكون هناك قلب طاهر يسكن هذه العمارة ووطن ذكي له قيم ومبادئ لا يتخلى عنها ويكافح من اجلها يحارب الفاسدين والمفاسد لقيام وطن حقيقي لكم ولأبنائكم ولاجدادنا ولكرامة اجدادنا الذين منذ 5 آلاف سنة واكثر اسسوا هذه البقعة الجغرافية الرسولية في هذا العالم. الرسالة التي يقوم عليها اركان هذه العمارة الذكية التي تعلمون عليها اليوم تعود الى جذورها الضاربة في التاريخ لا يمكن ان يتخلى عنها مهما كان الثمن".