بعلبك تلك المدينة المنسية على قارعة الوطن تئن بصمت يحاكي أنين المسحوقين الذين يتقلبهم الفقر على هامش الحياة.
تلك المدينة التي يحلم كل سكان الأرض بزيارتها يوماً ومشاهدة قلعتها الصامدة بصمود التاريخ، اليوم يمعن بعض العاقين والمغضوب عليهم بالضغط على جراحها لإيلامها ويكافؤنها لأنها حضنتهم حين لفظهم الآخرون وآوتهم حين شردهم الآخرون وأطعمتهم حين جوعهم الآخرون يقطعون عنها الماء دونما أي وازع أو ضمير فشريان نبضها تقطع عنه المياه ولا من مبرر سنة كاملة ونهرها يصرخ عطشاً وهم يبكون عطش الحسين في كربلاء ليل نهار فما أشبههم بجيش يزيد حينما قطع الماء عن أطفال ونساء وشباب الحسين عليه السلام.
أسواقها مرهونة للمرابين وأمام مرأى الجميع ولا يخجل مرابٍ من التصريح بذلك رغم أن القانون يمنع الربا ويحاسب مرتكبيه.
الربا تلك الجريمة التي أكلت أخضر ويابس سوق مدينة بعلبك وبعض عقاراتها المهمة وأصحابها الذين إضطرهم كساد أرزاقهم إلى رهنها ليطعموا أبناءهم بصمت وهم يعلمون أنهم قد دخلوا في أتون النار يدخلونه بأرجلهم علّ القدر أن ينجيهم يوماً.
إقرأ أيضًا: بين ستريدا جعجع ونوار الساحلي
أما منافذها وطرقاتها فلا يكاد المرء يحفظ خطة سير حتى يغيرها القائمون على المدينة إلى أن وصل الأمر إلى قطع طرقات حيوية لتأمين مواقف لزبائن مؤسسات خاصة.
وبالعودة الى مياه البياضة المسروقة والمقطوعة قسراً فإن كل الروايات تقول أن مياه نبع البياضة قد استولت عليه شركة خاصة ترسل ماءه إلى مناطق وقرى جنوب بعلبك وبين فترة وأخرى نرى حفارات الآبار قد نصبت والقول أن هذه الآبار الجديدة ستؤمن المياه لتعود البياضة إلى سابق عهدها ولكن وما إن تنقشع الغبرة حتى تعود الخيبة هي المسيطرة الأولى على أبناء المدينة.
أما المدينة الرياضية فمنذ ما يناهز العشرين سنة تم بناؤها وعلى أساس أن تجرى عليها البطولة العربية سنة ٢٠٠٠ ولكن وللأسف لم يستلمها أبناء ورياضيو بعلبك إلى اليوم ولا تزال ميزانيات الصيانة تصرف كل عام ولكن دون أن يمارس فيها رياضي واحد هواياته.
إلى أن سمعنا منذ أشهر أن البلدية قد استلمتها وتم تعيين مدير لها فاقد للخبرة ولا علاقة له بالرياضة بل أن مسدسه لا يفارق خصره.
هذه عينة عن معاناة بعلبك والبعلبكيين وإن شاء الله سنقوم بنشر كل ما تعانيه بعلبك في نشرات متتابعة.