من واجبات الممسكين بمقاليد الأمور في إيران التّصدّي للعقوبات الأميركية على بلادهم بما يلزم من قرارات وخُطط وبرامج وإجراءات ومناورات (بما فيها التّحايُل والحذلقة)، علّها تُخفّف وقع هذه العقوبات، وتُبعد شبح الفقر والعوز عن الجماهير الإيرانية الصابرة على الضائقة الاقتصادية وتبديد ثرواتها، مع العلم أنّ إيران من أغنى دول العالم بسبب النفط الوافر وعزيمة الشعب وكدّه وجدّه، أمّا أن يعمد بعض "الغيارى" على المصلحة الوطنية والكرامة والسيادة بوضع علم الولايات المتحدة الأميركية (رمز البلاد منذ قرونٍ قبل ترامب وبعده) على أرض مداخل الجامعات، كي تدوسه الطالبات في دخولهنّ وخروجهنّ، فإذا بالطالبات (كما يظهرن في فيديو مُصوّر ) يتحلّين باللّياقة والذوق والأدب والأخلاق الحميدة، يتجنّبن دوس العلم، لا بل يحرصن عند المفاجأة به بالابتعاد عن "حرمه"، كأنّه بقعة "مُقدّسة" يُفضّل عدم تدنيسها.
اقرا ايضا : سامي الجميّل.. حزب الكتائب.. من الموالاة إلى المعارضة
تحية إجلالٍ وتقدير لهاتيك الطالبات على سُموّ أخلاقهنّ ورفعة ذوقهنّ، لا اعترافاً بالعقوبات ولا ترحيباً بها، لأنّ مواجهتها تكون بمعالجاتٍ جادّة ومسؤولة، لا بممارسات سخيفة وركيكة لا معنى لها، ولن تتخلّى الطالبات اللاتي ينشُدن العلم والمعرفة والبحث والتّمحيص عن أدبهنّ ولياقتهنّ كُرمى لعيون جمهرة من المغامرين والمتاجرين بدماء الإيرانيّين وارزاقهم.
قال أبو عمرو بن العلاء لأهل الكوفة: لكم حذلقة النّبط وصلفُهم، ولنا دهاء فارس وأحلامهم.
الحذلقة: الظرف والكياسة .