ادارة ترامب تعيش أزمة حقيقية بعد إعادتها العقوبات الوحشية على إيران التي تشمل جميع القطاعات وللهروب من تلك الأزمة الأخلاقية تتوسل إلى جملة من الأكاذيب والتناقضات التي لا تصدر عادة حتى عن الأطفال.
ولتبرير إعادة تلك العقوبات أكد ترامب ووزير خارجيته اكثر من مرة على ان تلك العقوبات لا تستهدف الشعب الإيراني وإنما تستهدف النظام الإيراني الذي ينفق العوائد النفطية في مشاريعه التوسعية التدخلية في الشرق الأوسط وكانهما يريدان تطمين الشعب الإيراني بأن اعادة تلك العقوبات هي لصالح الشعب الإيراني وليس على حسابه لأنها تدفع النظام الإيراني إلى الانسحاب عن المناطق التي سيطر عليها وصرف العوائد النفطية في الداخل، تلك التبريرات والتوقعات تفتقد إلى أدنى مستويات الموضوعية حيث أنها تستهدف الشعب اولًا وأخيرًا ولم تؤدي إلى ارغام النظام الإيراني على التفاوض والاستسلام.
إقرأ أيضًا: أميركا تدفع تكلفة قرار رئيسها
ان الولايات المتحدة تراهن على إثارة المواطنين ضد النظام بعد تضييق العقوبات الخناق عليهم ولكنها لا تريد أن تعلن عن نيتها تلك وعلى العكس، انها تلح على ان عقوباتها لا تستهدف الشعب خاصة في مجال الغذاء والأدوية لأسباب إنسانية.
نعم صحيح أن هذين القطاعين اعفتهما اميركا من العقوبات ولكن المشكلة تكمن في ان لا يترتب اي اثر على اعفاءهما حيث ان شراء الغذاء والأدوية يحتاج إلى تبادل مالي وليس بالمجان! وبفضل القرار الأميركي فإن مصرف إيران المركزي أدرج على لائحة العقوبات وقطعت اتصالها بشبكة سوييفت العالمية. مما يعني ان العقوبات شملت جميع القطاعات ولم بعفى منها اي قطاع فعلا وأن إعفاء قطاعي الغذاء والأدوية يبقى حبرا على الورق.
ان الولايات المتحدة دخلت في لعبة بشعة ضد الشعب الإيراني وتحاول أن تحمل النقص في الغذاء والأدوية على النظام الإيراني في حين أنها أغلقت جميع الطرق المؤدية اليهما أمام إيران.
ان العقوبات الأميركية ستجعل النظام الإيراني في موقع الدفاع عن النفس والمزيد من تعزيزاته العسكرية لا تضره مباشرة إلا أنها تعزز موقع النظام بين الشعب وتؤجل المطالبة بالديمقراطية إلى اشعار آخر.