مع تصاعد حدة التوتر الأميركي الإيراني ثمة عدد من الأسئلة لا بد من الإجابة عليها نظرًا لارتباطها بالواقع السياسي اللبناني، فبعد صدور نتائج الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة من المتوقع أن يندفع ترامب في سياسته الشرق أوسطية بقوة والاولوية إرغام إيران على الجلوس الى طاولة المفاوضات وإنجاز اتّفاق كامل معها حول النفوذ والمصالح السياسية لكلا الطرفين في المنطقة وهو ما سيدفعه إلى التشدّد لكنه سيحاذر أن يؤدّي تشدده لقطع خطوط التواصل بالكامل، ومن الواضح أن الأمور بين الطرفين انتقلت من مرحلة التهديد والوعيد الى مرحلة اتخاذ الاجراءات العملية حيث اعتباراً من تاريخ الرابع من الشهر الحالي بدات الولايات المتحدة بتنفيذ العقوبات على ايران، وكلاهما يجمعان ما أمكن من أوراق القوة لاستخدامها كسلاح بوجه الطرف الاخر، وفي هذا السياق سيحاول كل طرف توجيه الضربات إلى الطرف الاخر وميدان المواجهة لن يقتصر على الساحة الإيرانية فحسب وانما ستطال كافة الساحات ولبنان جزء لايتجزء من هذه الساحات، وهنا نطرح الأسئلة المرتبطة بلبنان.
هل وقع لبنان على خط الزلزال الأميركي الإيراني؟
هل أصبح لبنان ورقة في يد إيران في مواجهة العقوبات الأميركية؟
واشنطن تريد انهاك النظام الايراني من خلال فرضها العقوبات والضغوط الاقتصادية وإجبارها على الرضوخ لمطالبها والتي حددها وزير الخارجية الأميركي وأبرزها تغيير سلوك النظام الإيراني في المنطقة، بالإضافة الى انسحابها من سوريا مع القوات التي تدور في قلكها مع وقف دعمها وتمويلها لحزب الله، إضافة الى بعض المجموعات المصنفة ارهابية كحركة حماس والجهاد في فلسطين، وتعتبر هذه الشروط هي الاقوى من الإدارة الأميركية وهذا مايؤشر الى مرحلة صعبة وقاسية "وحزب الله" ليس بعيداً عنها.
وايران بدورها ستحاول السعي الى الالتفاف على العقوبات الأميركية مع احتمال توجيه بعض الضربات الموجعة للمصالح الأميركية في المنطقة بهدف الضغط على الإدارة الأميريكية لإعادة حساباتها واعادة النظر بشروطها، وبناءً على ذلك من المحتمل ان تنشغل المنطقة بهذه المواجهة القاسية ولبنان سوف لن يكون بعيداً عنها، ولربما طرح العقدة السنية في اطار تشكيل الحكومة احد نتائج تلك المواجهة، على خلفية أنّ الضغط الاميركي على «حزب الله» وبيئته وحلفائه لن يسقط الحزب وحده وإنما سيسقط كل البلد معه، إضافة الى أنّ إيران تُمسك بالورقة اللبنانية كأداة من أدوات الضغط والمواجهة. وهكذا يقع لبنان على خط الزلزال الاميركي الايراني، ويعود رهينة مواجهات خارجية لا ناقة له فيها ولا جمل، ولا حول له ولا قوة والمصيبة انّ البلد يمر في ظروف اقتصادية ومالية لم يشهدها في تاريخه وإزاء كل هذه الامور المتشابكة لا بد من فهم التعثر في ولادة الحكومة اللبنانية.