كرّس حياته في السير على درب يسوع، شاب مؤمن إلى أبعد الحدود، صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" تعكس مدى التزامه الديني، جلّ طموحه كان كما قال صديقه شربل عون "الوصول الى السماء، وفجر اليوم تحقّقت أمنيته"... هو طوني تقلا الذي انتظره الموت على طريق عام ادما، خطفه في حادث سير مروع، في حين اصيبت صديقته ليا خوري بجروح.
تفاصيل الكارثة
"راح الغالي" عبارة رددها اهل طوني اثناء حديثنا مع ابن خالته شربل حنا الذي شرح لـ"النهار" كيف وقع الحادث فجر اليوم اثناء عودة تقلا وخوري الى منزل كل منهما حيث يسكن طوني ابن بلدة عندقت عكار في عين الرمانة، وقال: "تفاجأت ليا التي كانت تقود سيارة من نوع كيا بسيارة على الطريق، الامر الذي دفعها للابتعاد عنها فاصطدمت ببلوك باطون لاسيما وانه لا توجد انارة، انقلبت السيارة قبل ان تستقر في الوادي". واضاف "سارعت إلى المكان فرق الإسعاف في الدفاع المدني في جونية التي استعملت معدات الإنقاذ الهيدروليكية للتمكّن من سحب الجريحة نظرا لتضرر الهيكل بشكل كبير، وبحسب ما علمنا ليس الحادث الاول الذي تشهده هذه الطريق بل عدة حوادث مشابهة سبق ان وقعت عليها".
رحيل صاعق
" قبل نحو ست سنوات انضم طوني (26 سنة) الى صفوف الجيش اللبناني، فكبير عائلته على شقيقين جوني وروني كان هو المعيل بعد وفاة والده منذ 12 سنة، رحيله الابدي صعق والدته التي لا كلمات يمكنها ان تصف حالها، فقد خسرت فلذة كبدها الشاب المؤمن، الهادئ والحنون" قال حنا، لافتاً الى ان "الضربة اتت على رأس تقلا، لفظ آخر انفاسه على الفور، نقلت جثته إلى مستشفى (سيدة لبنان) في جونية ومن بعدها الى المستشفى العسكري، حيث فتحت الشرطة العسكرية تحقيقاً بالحادث". وتابع "ليا (21 سنة) نقلت بواسطة الدفاع المدني إلى مستشفى (المونسنيور قرطباوي) في أدما، وقد استيقظت ووضعها افضل".
حزن كبير
معارف تقلا نعوه في صفحاتهم على "فيسبوك" منهم شربل عون الذي شرح لـ"النهار" مدى حزنه الكبير على فقدان صديق كان كالاخ، وقال: "يوم الاحد الماضي احتفلنا سوية بعيد ميلاده الذي كان في السابع والعشرين من الشهر الماضي اضافة الى عيد مولدي، طلب مني ان اسير على درب يسوع، والانتباه على نفسي، كذلك الانضمام الى صفوف الجيش اللبناني، للاسف لم اكن اتوقع انها الجلسة الاخيرة معه وان الشاب المؤمن الذي يدعو الجميع للعودة الى ربهم سيفارقنا الى حيث احب، فقد عشق يسوع الى درجة انه استعجل الرحيل اليه".
غداً سيوارى طوني في بلدته، وكما قال صديقه: "نعم انطفأت شمعته على الأرض لكنها ستنير دربنا من السماء".