إن أبشع ما يمكن أن يتصوره أي لبناني هو ما نشاهده اليوم كلبنانيين على الصعيد الإجتماعي والخدماتي والإقتصادي والصحي، مع هذه الجمهورية لقد بات كل لبناني هو ضحية، ضحية انعدام الأخلاق لدى المسؤولين والسياسيين، ضحية انعدام المسؤولية كما ضحية الهروب من المسؤوليات والواجبات التي من المفترض أن يتمتع بها أي مسؤول بدءاً من رئيس هذه الجمهورية ونزولاً.
الشعب كله ضحية في وطن الفوضى والخراب في وطن السرقة والفساد، في وطن تنهب فيه مقدرات الدولة على أعين المؤتمنين عليها في الدستور.
الوطن والمواطن اللبناني ضحية على كل المستويات، القطاع الصحي، قطاع الخدمات، الاقتصاد، التعليم وغير ذلك الكثير.
ما حصل يوم أمس وصمة عار على جبين الجمهورية على جبين العهد القوي على جبين الأحزاب على جبين الحكومة ورئيسها ووزرائها.
إقرا أيضًا: حزب الله الشيعي أم حزب الله السني؟
الكهرباء في لبنان هذه الأزمة القديمة الجديدة ما زالت المورد الأساسي للإستغلال والإبتزاز والسرقة من قبل هذه الطغمة الحاكمة المتسلطة بقوة الطائفية على هذا الشعب، الكهرباء كانت أمس مشهداً جديداً يضاف إلى مشاهد الإنهيار في هذا البلد إنهيار الأخلاق وانهيار الانسانية وانهيار خطاب القسم وانهيار البرامج الانتخابية، كشفت كل الكذب السياسي وكشفت كل الكذب الحزبي كما كشفت استمرار الفساد والإصرار عليه وسط صمت معيب ومريب لسلطة الأحزاب والتيارات والطوائف التي تمعن في البلد خراباً ودماراً وانهياراً.
إن ما حصل يوم أمس على صعيد أزمة الكهرباء أقل ما يقال عنه أنه تجاوز لكل الأخلاقيات بل ان انعدام الأخلاق لدى المسؤولين وصل إلى حد لا يمكن السكوت عليه، لكن هذا الشعب يصر أن يبقى رهينة الزعامات والأحزاب والطوائف، يسكت عن الإهانات كرمى للزعيم وكرمى للحزب، يسكت عن المطالبة بحقوقه لأجل الزعيم وإرضاء الزعيم يسكت والى المزيد من السكوت والبلد إلى مزيد من الإنهيار.
لقد فقد كل مسؤول حسّ الأخلاق والمسؤولية وليبقى كل شي على ما هو عليه من الخراب والفساد والانهيار طالما العهد قوياً وطالما الزعيم بألف خير ولذلك فإن اللبناني يستحق أكثر من ذلك طالما هو يؤمن ان الزعيم هو الاهم وطالما هو يؤمن أن الحزب هو الأساس وطالما هو يؤمن أن العهد القوى هو العنوان وطالما هو يؤمن أن الانتصارات على العدو ما زالت تكفي وطالما هو يؤمن أن الكرامات ومعارك الشرف هي الضمانة لوجوده وكل ما عدا ذلك لا يهم. الكهرباء المياه تلوث المياه البراز في المياه انقطاع الكهرباء وإضراب أصحاب المولدات.
هذا الشعب على شاكلة حكامه وكما تكونوا يولى عليكم ومبارك لكم إنهيار البلد وليبقى العهد قوياً..