مع دخول إيران في مرحلة جديدة من العقوبات الأمريكية زاد من تورم الاقتصاد وسقوط العملة الايرانية أرضاً بطريقة لم تشهدها قط فترات إيران السابقة وأثناء الحصارات الدولية لها، لذا يمرّ النظام الذي دفع البلاد والعباد الى ما يشبه الانتحار بظروف يحتاج فيها الى منقذين حقيقيين لتذليل عقبات العقوبات المحاصرة له وهنا يقف العراق وحيداً في طريق إيران لمواجهة سيول العقوبات الأمريكية باعتباره خزّان إيران والثروة الثانية لنظام ممسك بالعراق أرضاً وشعباً ولا إمكانية لتحرر العراقيين من دور إيران المؤثر فيهم لعدم استعداد العراقيين أنفسهم الى مواجهة الدور واليد الايرانية الملقية القبض على العراق بطريقة لا يشاركه فيها أحد سوى الولايات المتحدة الأمريكية المعنية بهوى السلطة العراقية وخاصة بالحكومة وتحديداً بالوزارت المهمّة فيها.
لذا سيكون العراق بين مطرقة وسندان إيران وأميركا طيلة مرحلة حكومية صعبة برئاسة السيّد عادل المهدي صديق إيران وأعدائها في آن مع أن هناك من يعمل على الحدّ من عمر عادل المهدي الحكومي بمعارضة متعددة الأطراف بقيادة حيدر العبادي تستطيع من خلال ثقلها النيابي طرح الثقة في الحكومة عند أيّ بادرة دولية سانحة للتخلص من حكومة نصفها قد شكل وفق الحسابات القديمة والقائمة على المناصفة والمحاصصة ونصفها الآخر وما هو متصل بالوزارت الدسمة سيتبيّن نصيب كل من أميركا وإيران منها لتتضح الرؤية الحكومية في أجواء العقوبات على إيران لمعرفة حجم المواجهة بين أميركا وإيران في العراق.
إقرأ أيضًا: الحكومة يقررها السيّد لا الرئيس المكلف
إن اعتماد إيران على العراق كخط دفاع أوّل عن مصالحها وكيد طولى لفكّ الحصار واستخدام كل شيء فيه لصالح رفع السكين الأمريكية عن رقبة النظام من شأنه أن يضع العراق بين حراب الدولتين وهذا ما سيضاعف من أزماته وهذا ما سيؤدي الى بقاء العراقيين فقراء في ظل ثروة تطعم جياع العرب والمسلمين ومن هنا يتبيّن حجم دور العراق كقصعة للأكل تستدعي الدول الناهبة الى مصّ دماء أبنائه بنهب الثروات وإفشال مشروع بناء الدولة وللأسف أكثر العراقيين ليسوا متعاملين ومتأمرين ذلك بل هم شركاء أقوياء في دفع العراق الى المجهول ولا حاجة لاستعادة شريط الذاكرة لتجارب حزب الدعوة في الحكم ونهبه غير المسبوق من قبل الحكام العراقيين وهنا تبرز أسماء واضحة في الفساد وقد أشار اليها رئيس الوزراء حيدر العبادي أكثر من مرّة لتورطها الواضح والفادح في نهب المال العام بطريقة لم تبصرها عين ولم تسمع بمثلها أذن عراقية من قبل.
كُتب على حكومة عادل عبد المهدي ردّ أذى الصراع الأمريكي الايراني على أرض العراق ووسط مصالحه المباشرة وهو لا يملك القدرة لا على الحياد ولا على الاصطفاف خلف النظام الايراني أو خلف الولايات المتحدة ولا على إدارة الصراع بطريقة تخفف من نتائج هذا الصراع الآتي بإلحاح على العراق وبالتالي ثمّة مصطادون في السلطة العراقية وهم يستغلون الصراعات لصالح مكاسب في السياسة والمال وهم من أكثر المكونات العراقية وإن كانت الأحزاب الشيعية في طليعة المصطادين بالماء العكر.
ثمّة من يراهن على دور ما للسيد مقتدى الصدر باعتباره سيد الساعة العراقية من خلال حضوره الشعبي الطاغي ونظافة دوره في السلطة اذ لم تتهم الجهات المشاركة من قبله في السلطة بالفساد المالي اضافة الى تحرره من القيود الايرانية المباشرة ومن الارتباط المشبوه بالادارة الأمريكية كونه بعيد كل البعد عن ولاية الفقيه وهو من خصومها فقهياً وعملياً كما انه مقاوم للإحتلال الأميركي ولا يمكن اتهامه بالعمالة وهو صاحب خطاب وطني تأسّس بعيد صراعات طائفية ومذهبية اتضح حجم فشلها في العراق لهذا كله تراهن قلّة من المراهنين على السيد الصدر على إمكانية رفض أن يكون العراق ساحة حرب للأمريكيين و للإيرانيين وأن تكون ثرواته مصدراً لإنفاق إيران على سياساتها التي حاصرت إيران وحصرتها في زاوية الولايات المتحدة الأمريكية.