أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن لائحتها الجديدة لعقوباتها على أشخاص وكيانات إيرانية يمكن القول بأنها لا تغادر صغيراً ولا كبيراً إلا شملته ولكن هناك قشات ظهرت في تلك اللائحة تكسر ظهر البعير ومنها وضع كيانات لم تعد موجودة حالياً ومنها بنك تات الإيراني الذي أغلق قبل 6 سنوات بعد إفلاسه من قبل الحكومة.
كما أن باخرة سانتشي التي غرقت في شواطئ الصين قبل عام وأكلها وشربها البحر بما فيها من الخام والطاقم البحري أيضاً تم وضعها على لائحة العقوبات الأميركية.
تلك الأخطاء من قبل دولة تملك أقوى الأجهزة المخابراتية في العالم تثير الإستغراب جداً وهذا ما أشار إليه وزير الخارجية الإيراني بلهجة تهكمية على حسابه في تويتر.
وتملص المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية من الرد على تغريدة محمد جواد ظريف مكتفياً بأن الولايات المتحدة ليست ملزمة بالرد على كل تصريحات الإيرانيين على المواقع الإجتماعية!
إقرأ أيضًا: إيران تدعو السعودية لإعادة النظر في سياساتها
هذه الأخطاء التي توجب فرض العقوبات على الموتى إن تدل على شيء فإنها تدل على مدى استعجال إدارة ترامب ولم تحدث لأول مرة. فرأينا أن وزير الخارجية الأميركي بومبيو قال الأسبوع الماضي أن المرشد الأعلى الإيراني هو آية الله خميني! وليس من المستغرب في حال رأينا أن الإمام الخميني أيضاً أدرج اسمه على لائحة العقوبات الأميركية بعد ثلاثين عاماً على وفاته.
ولكن الأهم من تلك الأخطاء هو إعفاء منشآت نووية إيرانية من العقوبات للسماح لإستمرار علاقات المنظمة الدولية للطاقة الذرية بتلك المنشآت وهذا ما يثير الضحك لأنه يظهر التناقض في الموقف الأميركي من أنشطة إيران النووية.
إن ترامب منذ وصوله الى الرئاسة يغرد ويصرح ويصرخ يومياً بأن الإتفاق النووي كان اتفاقاً سيئاً ونريد تجميد جميع أنشطة إيران النووية وبعد أن فشل في دفع إيران إلى الإنسحاب عن الإتفاق النووي، سحب بلاده من ذاك الإتفاق ويعيد العقوبات النووية على إيران ويستثني منها نفس المنشآت النووية وبالتحديد منشأة أراك لإنتاج الماء الثقيل ومنشأة فوردو ومنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
فأي عقوبة هذه أيها الرئيس ترامب؟!
وهكذا العقوبات النووية تعفي المنشآت النووية الإيرانية. ما هيك؟!