ينتظر المسؤولون ما ستحمل كلمة السيد حسن نصرالله من بشائر لولادة قيصرية أو من اشارات حمراء تبقي بوسطة الحكومة واقفة بانتظار الضوء الأخضر في ذكرى شهيد حزب الله لذا توقفت حركات المعنيين وما عادت تجدي نفعاً طالما أن الجميع اقتنع أن الضوء الأخضر يعطى من الضاحية لا من مكان آخر و أن العقد كلها من قبيل الاستهلاك المحلي والاستنزاف الذي لا يُصيب الاّ اللبنانيين الذين ماتوا على أحلام جديدة تبُعثُ في رفاتهم إحياءً لحياة مقبولة في ظل موت سريع يحصد ما تبقى من يباس في أناس سحقوا آلاف المرّات وخدعتهم وعود إبليس بالجنة.
بعد أشهر من السجالات والمشاورات والتذليل اليومي لعقد التمثيل و المحاصصة وارتضاء المتنازعين على ما تيسر من كعكة الوزارة استفاق اللبنانيون على التمثيل السني المشتت بين أشخاص تجمعهم مصيبة المستقبل الذي استغل فرصة سيادته على الطائفة ولم يعرف المحافظة عليها لأسباب لا ضرورة للبحث فيها ولكنها أدّت و أفضت الى نزاع داخلي على سلطة تتسع للجميع دون حاجة الى مسح الأدوار وفق منطق اقصائي وهذا ما سهل لللاعبين فرصة ثمينة كيّ يتدخلوا في شؤون طائفة حرّة في اختياراتها طالما أن اللاعبين أنفسهم لا يسمحون بتدخل أحد في ملعبهم الطائفي اذ من المعيب أن يأتي تمثيل المتفرقين من أهل السنة من قبل حزب طائفة أخرى لأنه من الأجدر والأجدى أن تضغط قوى وازنة في الطائفة السنية على الرئيس المكلف لاستيعاب التمثيل الضروري للتعددية السياسية داخل الطائفة الواحدة.
إقرأ أيضًا: كاميرا الميادين عدسة لاصقة
لكن إصرار الحزب على تمثيل حلفائه من حصة طائفة غير حليفة له انتهاك واضح لحرمة الطائفة وهذا ما شدّ من عصب المستقبل داخل الطائفة وباتت النظرة الطائفية لهؤلاء الأفراد نظرة ريبة وشك في سنيتهم طالما أن الضاغط لأجلهم طرف على خصومة سياسية مع مرجعيات الطائفة وهذا ما مكّن الحريري من ربح ما خسره في المعركة الانتخابية لجهة حشد الطائفة مجدداً خلف المستقبل كممثل وحيد للطائفة السنية.
ليس بسيطاً من أدار لعبة التمثيل المستحيل بغية التعطيل المؤقت أو المقايضة على شروط ملزمة للرئيس المكلف طوعاً أو قسراً طالما أن الآتي أكبر من تمثيل حلفاء وهو مرتبط بأجندة دولية كاملة من المحكمة الدولية الى العقوبات الأمريكية والحصار الخانق لحزب يود التحرر الكامل من كل الأعباء والقيود وخاصة في موضوع المال باعتباره الشريان الرئيس و الحيوي والرئة التي تتنفس منه قوّة الحزب الهائلة والجبارة.
ليس باستطاعة الحريري سوا الاستماع جيداً لنصائح الحزب في مرحلة قاتمة يمكن أن تفضي الى نتائج لا تريح أحداً ويمكن أن تعيد التوازنات الطائفية الى طائف جديد بعد انهيار الطائف القديم وهذا ما يلبي الآن طموحات طامحين كثر من لبنانيين وعرب ولاعبين إقليميين وتبدو إشارات ذلك مُضاءة في أكثر من اتجاه وثمّة من يعمل عليه في ظل ترهل عربي وصراع عربي يأخذ منحى تقليم أظافر و أنياب دول تعض على أكتاف الدول المؤثرة فيها.
رضخ أو اعتاد المستقبل على الرضوخ لأي شرط طالما أن السلطة من حصته ولا من يدفع باتجاه تغيير دفة قيادة الحصّة السنية لصالح دفة أخرى للإلتزام أعيان الطبقة السياسية بحماية بعضهم البعض من أيّ تغيير فعلي وهذا ما جعل من هذه الطبقة قوية ومتمتعة بشرعية خصومها لأنها هناك شراكة كاملة في منظومة المصالح التي تستدعي تعاوناً أكيداً حيث تستدعي الضرورات وان بنيت على خصومات هي من طبيعة النظام الطائفي الذي يتيح تحالفاً دائماً في العمق وخلافاً يومياً في الشكل.