بعد أن أمّن وزير الخارجية مع مستشاره وزير الطاقة سيزار أبي خليل الطاقة الكهربائية على مدار الساعة، كما سبق ووعد بحلول العام 2015، وبعد أن جاب بلاد العالم حتى أقاصي البرازيل في أميركا الجنوبية ومجاهل افريقيا بحثاً عن "مُنتشرين" لاستعادة جنسيّتهم، مع رفضه إعطاء الجنسية لمن وُلد وتربّى وترعرع في لبنان وأُمُّه لبنانية (قادها سوءُ الطالع وتزوجت من أجنبي)، وبعد دعوته الشباب "المنتشرين" للعودة إلى وطنهم الأم، حيث الرخاء والحياة الكريمة والوظائف الشاغرة، إذ به يمنع توظيف الشباب المسيحيين الناجحين في مباريات مجلس الخدمة المدنية (لعدم توازنهم مع إخوانهم المسلمين "الأشرار")، وبعد أن تلوّثت المياه السطحية والجوفية، ومثالها السّاطع نهر الليطاني الذي تحوّل إلى مجرور للصرف الصحي على مرأى ومسمع وزير الطاقة "الإصلاحي التّغيّري"، وبعد أن عمّ الفساد البرّ والبحر والجوّ في عهد "عمّه القوي"، وبعد ما يزيد على خمسة أشهر من التعطيل الحكومي، خرج بالأمس الوزير جبران باسيل في هجومٍ ناري على أفضل وزير في حكومة الحريري الحالية (وزير الصحة ونائب رئيس الحكومة غسان الحاصباني)، الوزير الذي بذل جهوداً مضاعفة وحثيثة لتحسين أداء وزارة الصحة العامّة، وبُحّ صوتهُ مُطالباً بتأمين الاعتمادات اللازمة لشراء أدوية الأمراض المستعصية. هجومٌ أعدّتهُ أيادٍ خفيّة تُحسن التّضليل والتّعمية والافتراء وقلب الحقائق، فصاغته وأوكلت إلى باسيل استظهاره وتلاوته، وهذا في لحظة انسدادٍ خطير في عملية التأليف الحكومي، هجومٌ على على نائب رئيس الحكومة بسبب وقوفه ضدّ الصفقات الكهربائية المشبوهة، في حين كان نائب الأمين العام لحزب الله يعلن أن لا حكومة قبل الرضوخ لمطالب الحزب و"إنصاف" النواب السّنة المستقلين، ولو اقتضى الأمر سنين طوال.
إقرأ أيضًا: تمثيلُ النواب السُّنة السّتة.. وقف حمار الشيخ في العقبة
الوزير باسيل مرتاحٌ على وضعه في حين أنّ البلد يترنّح، لم يبق أمام وليّ العهد سوى النّيل من بعض الشرفاء القلائل والذين ما زالوا يؤمنون بوطن ودولة ومؤسسات ونزاهة واستقامة، إلاّ أنّنا على مايبدو بتنا في عهدٍ لو كان النّاتجُ المحلّي للبلد في مطبخ "وزرائه" لم ولن يكفهم، وها نحن وقد دوّخونا، فلا ندري أفي طاعةٍ نحن أم في معصية! ولم يبق سوى الدعاء كما قال أحد كُبراء القوم قبل أيامٍ معدودة.