أجرت قوات كبيرة تابعة للجيش الإسرائيليّ من اللواء المناوَر للفرقة 91 هذا الأسبوع، مناورةً خاصّةً لحرب على الحدود الشمالية، وجاء وفق المصادر الأمنيّة والعسكريّة في تل أبيب أنّ المناورة أجريت بالتشديد على سيناريو يتسلل فيه حزب الله إلى الأراضي الإسرائيليّة، وتحديدًا في شمال الدولة العبريّة، ويُسيطِر على مستوطنةٍ حدوديّةٍ لفترةٍ من الوقت، كما أكّدت المصادر.
وقد نقل موقع "القناة 20" في التلفزيون الإسرائيليّ عن قائد سرية الرصد الرائد احتياط نتنئيل عزران الذي شارك في قيادة المناورة قوله: "لقد ناورنا على سيناريو تتسلل فيه قوات حزب الله إلى الأراضي الإسرائيليّة كجزءِ من الحرب على الوعي إذْ أنّ احتلال حزب الله لمُستوطنةٍ هدفه المفصليّ والرئيسيّ الحرب على كيّ الوعي لدى الجمهور الإسرائيليّ.
ولفت الموقع العبريّ إلى أنّ سيناريو تسلل حزب الله إلى الأراضي الإسرائيليّة ونقل القتال إلى الأراضي الاسرائيلية يُدرِكه الجيش الإسرائيليّ، وبناءً على ذلك، قال الجيش بتشييد أحد العوائق الكبيرة والمتطورّة تكنولوجيًا في العالم على الحدود الشماليّة، إلّا أنّه شدّدّ على أنّ العائق الحقيقيّ أمام هذا التهديد هو جدار ردعي، وليس عائقًا فعليا فحسب، بحسب المصادر في تل أبيب.
وبحسب الموقع، فإنّ حادثة من هذا النوع توجِب إخلاء السكان، مضيفًا أنّ الجيش الإسرائيليّ قام بإعداد خطّةٍ، بأمرٍ من المُستوى السياسيّ، كهذه لساعة الطوارئ ويتحتّم على الجيش الإسرائيليّ ألّا يخجل منها اليوم. وتابع أنّ إخلاء المستوطنات سيُساعِد الجيش على العمل في المنطقة بهدوءٍ، وسيكون الهدف المركزيّ هو عدم تعريض المدنيين للخطر، كما نقل الموقع عن الرائد عزران أنّ حادثة من هذا النوع تستلزِم إخلاء السكّان، وأنّ الجيش يُدرِك أنّه إذا تمّ استدعاءه لحادثةٍ كهذه فإنّه سيتّم إخلاء السكان لمنع إصابة المدنيين. وبحسب مصادر أمنيّة وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى فإنّ الحديث يجري عن إخلاء 22 مستوطنةٍ إسرائيليّة تقع في شمال اسرائيل.
واشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريّة، الى عمق الخشية، القلق والتوجّس لدى صنّاع القرار في تل أبيب من حرب لبنان الثالثة، فقد نقل مُحلل الشؤون العسكريّة، أليكس فيشمان، عن مصادر وصفها بأنّها مطلعةً جدًا، نقل عنها قولها إنّ الحكومة الإسرائيليّة، اتخذّت قرارًا لأوّل مرّة في تاريخ الدولة العبريّة، سيتّم بموجبه إخلاء مدينتي كريات شمونة (الخالصة) في الشمال ومدينة سديروت في الجنوب، كجزءٍ من استخلاص العبر والنتائج من الحروب التي خاضتها.
وبحسب المصادر عينها، فإنّ قادة هيئة الأركان العامّة في الجيش تخشى أنْ تتعرّض مدينة كريات شمونة وسديروت لاختراقٍ من عناصِر حزب الله وحماس، وتنفيذ عملياتٍ فدائيّةٍ ضدّ السكّان، علاوة على ذلك، فإنّ إسرائيل تخشى من هجومٍ صاروخيٍّ مُكثّفٍ على المدينتين، بالإضافة لقيام حزب الله وحماس باستخدام صواريخ تخترق البيوت والملاجئ المُحصنّة، على حدّ تعبيرها. ولفتت المصادر الإسرائيليّة أيضًا إلى أنّه في التدريب الفيلقي الأكبر الذي أجراه مؤخرًا الجيش الاسرائيلي تمّ التدّرب على إخلاء المستوطنات والمدن في الشمال والجنوب، وأنّ الأمر كان ناجحًا، وفق أقوالها.
يُشار إلى أنّ عدد السكان في المدينتين المذكورتين يصل إلى خمسين ألف مُواطن.