أولاً: المحاق في اللغة...
المحق : النقصان وذهاب البركة، وشيئٌ ماحق: ذاهب.
إبن سيده: المحاق آخر الشهر، إذا امّحق الهلال فلم يُر؛ وقال ابن الأعرابي: سُمّي المحاق محاقاً لأنّه طلع مع الشمس فمحقته فلم يرهُ أحد.
ثانياً: العقوبات الأميركية والهلال الشيعي...
إقرأ أيضًا: تمثيلُ النواب السُّنة السّتة.. وقف حمار الشيخ في العقبة
يبدو أنّ الرئيس الأميركي مُصمّمٌ على معاقبة إيران حتى تعدُل عن سياستها التوسُّعيّة في المنطقة العربية والقضاء نهائياً على حلم الهلال الشيعي، الحلم الذي تحوّل كابوساً زرع الخراب والدمار والحروب في البلاد التي اختطّها مهندسو الهلال من جبال فارس حتى سواحل البحر الأبيض المتوسط، حُلمٌ أشبه ما يكون بالمغامرات العسكرية لبسط الهيمنة الإيرانية على أربع أو خمس دول عربية (بعد إضافة اليمن للهلال المزعوم).
الجمهورية الإسلامية في إيران على أبواب حزمة العقوبات الأميركية في الرابع من تشرين الثاني الحالي، في أسوأ أحوالها الاقتصادية والمالية والسياسية، وهي موضوعة أمام خياراتٍ صعبة أحلاها مُرّاً، إمّا أن تمتثل ل "الشيطان الأكبر"، أو أن تختنق اقتصادياً وسياسياً ومالياً واجتماعياً، وثمن الامتثال ربما هو "المنُّ والسلوى" للشعب الإيراني التّواق للانسحاب الإيراني من حرائق المنطقة العربية، ووقف سيل المغامرات المجنونة (التي يقوم بها الحرس الثوري) غير محمودة العواقب للبلاد التي حلّت فيها، ولعلّ مئات مليارات الدولارات التي بُدّدت في المنطقة على التّسلُّح والكردسة وإثارة الحروب ومعها الفتن والاحقاد، كان يمكن لها أن تزرع الرخاء والأمن والأمان والنّعم في إيران وهلالها الذي يدخل مع حلول العقوبات الأميركية مرحلة المحاق.
قديماً قيل: ليس المُغامرُ محموداً ولو سلم.