أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في كلمة له خلال محاضرة في جامعة الروح القدس - الكسليك، حول رسالته العامة السابعة بعنوان "الحقيقة المحررة والجامعة"، أننا "نلتقي اليوم بمبادرة من عميد كلية اللاهوت في جامعة الروح القدس الكسليك حول وثيقة" الحقيقة المحررة والجامعة"، وهنا لا بد من التركيز اننا وبحكم اللاهوت نحمل سلطات الحقيقة والنعمة والمحبة. انها السلطات التي يحملها الكاهن. سلطة التعليم والتقديس والتدبير ولكننا خدام، وكما يقول الرب يسوع على الخادم ان يعرف ارادة سيده، ومعرفة ما هو المطلوب منه. ما يعني اننا بحاجة مستمرة لمعرفة ما يريده الله منا. وما هي الحقيقة التي يعلمها الله، وحملها الينا السيد يسوع المسيح. والنعمة التي ائتمنا على خدمتها بسخاء تفوق اي خدمة اخرى. وخدمة المحبة هي الرباط الذي يجمع الكنيسة ومن نذر نذوره الرهبانية، من رهبان وراهبات، يسمى شاهدا ليسوع المسيح اي شاهد النعمة والحقيقة والمحبة. وهنا نلتقي حول جوهر الوثيقة".
وأشار الراعي الى انه "اليوم في عالمنا اليوم تيار جارف كبير اسمه النسبية اي relativisme، اي ان كلا منا له نظرته التي يعتبرها الحقيقة، فيصور الحقيقة كما يراها. وعندها يقع الاختلاف مع تعدد الآراء لأن ما يجمع هو الحقيقة الواحدة وهذا موضوع الرسالة "الحقيقة المحررة" التي تحررني من وجهة نظري الشخصية ومن رأيي الشخصي ومن ذاتي اي ان اخرج من ذاتي وابحث عن الحقيقة الموضوعية وهذا امر صعب جدا. قال قداسة البابا فرنسيس في اول يوم من انتخابه عبارته الشهيرة: "الكنيسة في خروج دائم"، وهذا لا يعني الخروج للرسالة فقط وانما ايضا الخروج من المصلحة الخاصة والرأي الخاص والمشاريع الخاصة، عندها ننطلق الى الخير العام".
ولفت الى أن "الحقيقة محررة لأنها تحررني من ذاتي وسط هذا التيار من النسبية، فأبحث عن الحقيقة التي تجمع. لقد انطلقت الوثيقة من لقاءات تظهر كيف ان الرب يسوع عند قوله الحقيقة حرر الناس وهنا نذكر لقاء الرب يسوع بنيقوديموس الذي أتى في ظلمة الضياع يبحث عن نور الحقيقة. لقد اتى اليه واستمع الى اهم ما قاله يسوع عن سر الولادة الجديدة، الولادة الى النور الحقيقي، لذلك يسمي آباء الكنيسة من ينال سر العماد "المستنيرين" فالمعمودية تنير الإنسان. كذلك كشف يسوع الحقيقة للسامرية، التي اخفت الأمور طيلة حياتها، فاصبحت رسولة الحقيقة. اما الفريسيون، فقد انطلق بعضهم كنيقوديموس وغيرهم بقي متمسكا بمشروعه ونظريته وهاجم الرب يسوع. وهكذا نحن احيانا لا نقبل الحقيقة فنتمسك برأينا وتفكيرنا وفي كل مرة تكون مصلحتي بعدم الخروج من ذاتي انقلب على الحقيقة وارفض سماعها او القبول بها. ففي حالة الشك التي عاشها يوحنا المعمدان حين ارسل الى المسيح من سجنه يسأله: "اانت الاتي ام ننتظر آخر؟ شكك يوحنا بيسوع وبمعنى رسالته، والشك يراودنا جميعا، نشك برسالتنا بكهنوتنا بانفسنا. وكان جواب يسوع لمن شفاهما: "قولا ليوحنا ما رأيتماه وما سمعتماه". ان الحاكم بيلاطس عذبه ضميره ولكنه خاف من الحقيقة فمصلحته الشخصية منعته من سماع الحقيقة فهرب".
على صعيد آخر، وبعد عودته الى الصرح البطريركي، التقى الراعي النائب اسعد ضرغام وكان بحث في عدد من المواضيع على الساحة المحلية.