مع جمود عملية تشكيل الحكومة بسبب قضية تمثيل النواب السنة المستقلين، وسفر الرئيس سعد الحريري المفاجئ الى فرنسا بزيارة وصفت بالخاصة، انصرف «حزب الله» الى تقييم الوضع بعد موقف الرئيس ميشال عون برفض تمثيل هؤلاء النواب «لأنهم فرادى وليسوا تكتلا او مجموعة»، وغاب معظم اركانه المعنيين عن السمع، فيما كانت تجري اتصالات «بالواسطة» مع الرئيس ميشال عون لإيجاد المخرج اللائق والممكن بما يضمن الاسراع في تشكيل الحكومة.
وقالت مصادر موثوقة مطلعة على موقف «حزب الله» لـ«اللواء»: ان الحزب متمسك بشدة بموقفه من توزير احد النواب المستقلين بحكم معادلة الانتخابات النيابية، وانه كان قد ابلغ الرئيس الحريري والرئيس عون والوزير جبران باسيل منذ اكثر من شهرين واكثر من ثلاث مرات موقفه هذا، لذلك فهذه القضية ليست مستجدة ووليدة ساعتها، بل هي مثارة منذ اشهر وتم تجاهلها لحين معالجة مسألة تمثيل «القوات اللبنانية».
ونقلت المصادر عن قياديين في «حزب الله» قولهم: ان لا علاقة لهذا الموقف بما يثار بوجه الحزب عن سعيه للحصول على ثلث ضامن له في الحكومة او تشليح الرئيس عون او الرئيس الحريري ثلثا ضامنا يسعيان اليه، المسألة ان تمثيل النواب السنة المستقلين الستة من خارج «المستقبل» هي قضية حق، ونحن سنبقى على موقفنا حتى لو تأخر تشكيل الحكومة اياما فنحن اوفياء وصادقين مع الحلفاء والاصدقاء.
واستغربت المصادر القيادية «انتظار تشكيل الحكومة خمسة اشهر لحل مسألة تمثيل «القوات» وعدم انتظار حل مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين اياما قليلة»؟ وقالت: غير صحيح ان «حزب الله» يريد تطويق الرئيس الحريري او تعجيزه او إحراجه لإخراجه، والا لما كان عمل منذ بداية الطريق على تسميته لتشكيل الحكومة وعمل على تسهيل التشكيل.
واوضحت المصادر ان موقف الحزب ليس موجها ضد احد، لكن فيصل كرامي وجهاد الصمد وعبد الرحيم مراد واسامة سعد لهم حق بالتمثيل في الحكومة حتى لو لم يكونوا ضمن تكتل واحد، لأنهم يمثلون شريحة سنية كبيرة ولم يأتوا بأصوات الشيعة في مناطقهم.
وعما تردد عن ان الحزب سيعرقل تشكيل الحكومة اذا لم يتم توزير احد النواب السنة المستقلين، قالت المصادر: انها ليست عرقلة بل تمسك بمطلب حق.
وحول القول ان الكرة الان باتت في ملعب «حزب الله»، قالت المصادر: انها في ملعب من يصدر مراسيم تشكيل الحكومة ولسنا نحن من يُصدر مراسيم التشكيل.
وعن رأي الحزب بموقف الرئيس عون الرافض لتوزير هؤلاء النواب؟ قالت المصادر: ان الرئيس عون عبّر عن رأيه والحزب ايضا عبر عن رأيه، وهذا لا يعني ان هناك خلافا بيننا وبينه، فهو لا زال حليفا وصديقا كبيرا وتحصل اختلافات بوجهات النظر بين الحلفاء.
وحول اتهام الحزب بأنه يحاول تأخير تشكيل الحكومة بسبب العقوبات الاميركية عليه وعلى ايران، قالت المصادر: بالعكس، ان العقوبات المرتقبة هي سبب اساسي لنا يدفعنا لطلب تسريع تشكيلها.
وعن المخرج الممكن للقضية قالت المصادر: نحن نقبل بما يقبله حلفاؤنا النواب السنة المستقلين، ولن نكون ملكيين اكثر من الملك.
وعلى خط موازٍ، ردت مصادر اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين في بيان وصل لـ«اللواء» على حسبة الارقام التي وزعتها مصادر «المستقبل» حول عدد الاصوات التي حصل عليها كل من الطرفين بالقول: بالمنطق، وحسب وزارة الداخلية والبلديات، نعترف بأن نواب اللقاء التشاوري السنّي الستة قد حصلوا على ٦٠ ألف صوت تفضيلي. لكن نواب «المستقبل» السنّة الـ١٧ حصلوا على ١٧٧ ألف صوت تفضيلي. وايضاً النواب السنّة الاربعة المستقلين خارج «المستقبل» وخارج اللقاء التشاوري قد حصلوا على ٥١ ألف صوت تفضيلي.
اضافت: اذاً وحسب حسابات «حزب المستقبل» بأن نواب اللقاء التشاوري قد حصلوا على نسبة ٨.٩% من اصوات السنة في لبنان، يكون كذلك نواب «حزب المستقبل» السنة الـ١٧ قد حصلوا على ٢٦.٢% من اصوات السنة في لبنان بنفس طريقة الحساب وبنفس المعادلة. والنواب المستقلّون الاربعة يكونوا قد حصلوا على ٧.٥% من الاصوات. وبذلك تكون النسبة العامة للاقتراع السني ٤٢.٦%. لذلك «لا تتذاكوا علينا والعبوا غيرها».