أكد امين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان أن: "الوضع الاقتصادي ليس بخير ونحن أمام صعوبات كبيرة، ولكن لسنا في حالة من الانهيار، لاسيما اننا نستطيع تخطي الصعوبات، تماماً كالمريض الذي يحتاج للعلاج".
وقال في ندوة اقتصادية في الجامعة اليسوعية في المنصورية نظّمتها بلدية الدكوانة، وضمت الوزير السابق دميانوس قطار ورئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير "نعم الجسم اللبناني مريض جراء سياسات اعتمدت على مدى 27 عاماً مالياً واقتصادياً واجتماعياً، ولكن هناك ارادة كبيرة لاصلاح الواقع، ويجب ان نتعاون على تحقيق ذلك، وان نحتفظ بالأمل".
وعن أسباب رفضه لكلمة انهيار قال كنعان "لا أحب هذه الكلمة ومعانيها، لاسيما بالنسبة للمجتمع اللبناني المقاوم اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وهو الذي قاوم احتلالات وظروف صعبة، ولدينا امل كبير بهذا الوطن الذي عمره أكثر من 6000 سنة. واليوم، لدينا رئيس للجمهورية نفتخر به، وقد اسسنا لاستقرار سياسي واقتصادي خلال اول سنتين من العهد، وسنستكمل ذلك من خلال رقابة فعلية، وقضاء قوي، وهي اهداف السنوات المقبلة من العهد".
واعتبر كنعان أن "القضاء العادل والقوي وحماية استقلاليته هو مشروع أساسي لتكون هناك محاسبة"، وقال " الاولوية في المرحلة المقبلة هي لتعزيز القضاء، لنستكمل الرقابة والاصلاح، لاسيما أن الدولة تقوم على مؤسسات متكاملة تتناغم مع بعضها ضمن رؤية اصلاحية".
واذ امل كنعان في تشكيل الحكومة في اقرب وقت ممكن لتنصرف للانتاجية، اعتبر أنه: "عندما نتحدّث عن حكومة وحدة وطنية، فكل مكوناتها مسؤولة بالمشاركة مع بعضها بالقرار والحلول، خصوصاً أن هذا العهد هو عهد الجميع، ونجاحه نجاح للجميع".
وأشار ان: "عهد الرئيس ميشال عون اسس لحالة استقرار على المستويات المؤسساتية والأمنية والاقتصادية، ونحن ذاهبون الى استعادة الرقابة الفعلية مع اقرارنا بأن الاصلاح لا يتم بين ليلة وضحاها، ولكننا ارسينا ثقافة جديدة قائمة على العودة الى كنف الدستور وقانون المحاسبة العمومية".
ولفت كنعان الى انه "باتت لدينا موازنة مع مجموعة اصلاحات يجب ان نتابع تطبيقها، وقد انجزت وزارة المال تقريرها حول الحسابات المالية الغائبة منذ العام 1993، بعد عشر سنوات من العمل، بمواكبة من لجنة المال والموازنة وديوان المحاسبة، حيث اعادت تكوين الحسابات المالية"، وقال "ما يحصل يعزز الثقة بلبنان وبالنظام الاقتصادي والمالي، ويحتاج لظروف سياسية افضل من التي نعيشها، ليترجم بشكل افعل".
واضاف "لدي كل الأمل بما سيحمله المستقبل، وسنذهب في شكل جدّي ولو ببطء الى تحسّن واستعادة الرقابة الفعلية على الانفاق العام".
واعتبر كنعان أن: "القلق من الانهيار موجود منذ العام 1990، وقد اسهمت به الحكومات المتعاقبة، والدين العام لم يصل الى ما وصل اليه في سنتي العهد، إنما نتيجة التراكمات منذ العام 1990. والأكيد ان العهد لا يملك عصا" سحرية لتصفير الدين العام في يومين، ولكن بدأنا الاصلاح الفعلي، وباتت لدينا موازنة واصلاحات من المهم ان تترجم لكي لا تبقى حبراً على ورق".
وأكد أن: "ثقافة احترام القوانين والموازنات في لبنان، والدخول في اصلاح فعلي، هو ما يتم ارساؤه مع هذا العهد، لنستمر بالرقابة البرلمانية، بموازاة الانتاجية الحكومية للعمل لا للتعطيل، ما يسهم في استعادة الأمل".
ورداً على سؤال قال كنعان " توقيت اقرار سلسلة الرتب والرواتب كان خاطئاً لاسيما أننا كنا نريدها بعد الموازنة لا قبلها، مرتبطة بالاصلاحات والامكانيات، لكن السلسلة حقّ لمستحقيها، بعدما عطّشوا العسكر والاداريين والمعلمين على مدى سنوات، فلا يمكن بناء دولة من دون ادارة".
وعن القانون 210 الذي ينص على المساواة بين الطوائف لناحية الاعفاءات قال كنعان "لا يزال في المجلس النيابي، وقد احيل الى المال والموازنة والادارة والعدل للدرس، وبات على جدول اعمال الجلسة التشريعية المقبلة، وهذا القانون يؤمّن التوازن بين الطوائف".