"خذ وردة، علك تسحب من قلبي الف شوكة غُرست في النياط طيلة هذا العمر...."
مؤلمة هذه الصورة كثيراً، ربما قد تكون هذه السيدة أمك، جدتك، إختك، جارتك... لكنها صورة لعجوز تبيع الورود، باكيةً من اشواك سنوات العمر المؤلمة.
رافضةً حياة الذل والتسول، لتجد في بيع الورود مهنة شريفة تُيسر بها حالها... لكن مثل هذه النساء في وطننا يجب ان تكرم، ان نحفظ كبر سنها، ان نخدمها بدل من ان تخدمنا...
وقد نكره التقاط الصور لشخص غير منتبه، ونجد فيها انتهاكاً لحريته الشخصية، ولكن أحياناً "الصورة بتحكي!!".
صورةٌ تداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي منذ مدة لسيدة عجوز مُتعبة تُدعى "الحاجة نوف"، وجدت في ذلك العامود ملجأً لراحتها وشكوتها، ولازالت هذه الصورة حتى الآن تأخذ حيزاً من اهتمام الكثير من الناشطين.
إقرأ أيضاً: الإغتراب: رحلة الموت الحي إلى الموت المؤبد
وفي الوقت الذي تتقاتل فيه الأطراف السياسية على المقاعد الوزارية، تبكي امرأة مُسنة بعمر امهاتهم وتشكو حالها من ظلم وطن شرّد مستقبلها وكُبر سنها.
"كتير صعبة الواحد يعتاز الناس"، هذا ما قالته "الحاجة نوف" في تقرير لقناة "الجديد" عُرض منذ مدة، موضحةً أنها "تعمل من اجل شراء الدواء لزوجها المريض، وتستأجر غرفة صغيرة تعيش فيها مع زوجها تفتقر لأبسط المستلزمات كالتدفئة"، قائلة: "بتمنى الله ياخد أمانته ويريحنا... شو هالحياة هي".
صورة "الحاجة نوف" دفعت بالكثير من الناس إلى البحث عنها لمساعدتها فمنهم من أمن بعض الأدوية، ومنهم من تبرع بتجهيز منزلها بكافة المستلزمات عدا عن تأمين الطعام...
وتُشير المعلومات إلى أن "الحاجة نوف" لازالت تحتاج إلى المساعدة لاسيما فيما يتعلق بتأمين المسكن اللائق...
إقرأ أيضاً: نهر الغدير شكوى قذرة صُنع أيدينا!
وخلف أشواك معاناة "الحاجة نوف" هناك الكثير من هذه المشاهد في لبنان، خصوصاً لرجال ونساء مرّ على شيب رؤوسهم عمراً من العمل الشاق تحت رحمة شمسٍ حارقة، ووسط نظراتٍ مارة متسائلة، وعيون دولة عمياء حد البياض.
ونجحت صورة "الحاجة نوف" بلفت انتباه رواد مواقع التواصل الإجتماعي، لتتحول من مبادرة افتراضية إلى مساعدة جماعية دفعت بالكثير من المواطنين إلى المساعدة ولو بالقليل، في الوقت الذي تغيب فيه الدولة عن صور مماثلة وكثيرة تتكرر كل يوم في شوارع لبنان، وتختصر معاناة الآلاف من المسنين المحرومين من ما يسمى "ضمان الشيخوخة" في وطن إسمه لبنان " بلا حكومة".