تتخذ الازمة السورية في عامها الثالث أبعاداّ دولية مختلفة، وقد أصبح الملف السوري من الملفات الاساسية في بازار السياسية الدولية من جهة ومن الملفات الاساسية لدى بعض الدول العربية والشرق أوسطية من جهة ثانية لا سيما ايران التي باتت تتعاطى مع الملف السوري كجزء أساسي من قضاياها المتعلقة بالشرق الاوسط.
ويتعبر البروفسور في الدراسات الشرق أوسطية في جامعة الدفاع القومي بالعاصمة الامريكية واشنطن"مرهف جويجاني" أن سورية تشكل مصلحة رئيسية لايران فهي بابها للبحر المتوسط والسياسة العربية وإن سقوط نظام بشار الاسد سيشكل خسارة استراتيجية كبرى لطهران.
ويقول جويجاني أن خطة ايران الاحتياطية في حال سقوط نظام الاسد تتضمن استراتجية تقسيم البلاد وإنشاء دولة علوية ليتسنى لها استكمال خططها السياسية والطائفية في سوريا من خلال حزب الله.
واعتبر جويجاني أن السياسة الايرانية مؤثرة جداً في سوريا ولبنان من خلال حزب الله وإن انهيار النظام السوري سيشكل انكساراً كبيراً لايران إلا أنها لن تتراجع إلى الخلف بل ستعمل على انشاء مجتمع علوي سيما وأن الازمة باتت تشكل صراعاَ طائفيا حاداً لذلك فإن النقاش في تقسيم سوريا هو اكثر جدية اليوم وسيلعب نظام الاسد دوراً في هذا المجال.
ويرى متابعون للسياسات الايرانية تجاه الازمة السورية أن ايران قد تملي عليها مصالحها أيضاً إشعال حرب أهلية في سوريا بعد سقوط الأسد لأن ذلك من شانه أن يبقي على تدخلها في عمق الازمة السورية وبالتالي الإبقاء على تواصلها حياً مع لبنان وخصوصاً حزب الله عبر الاستمرار في مدّه بالسلاح اللازم من جهة وعبر الاستمرار في الامساك بجزء من قرار الأزمة اللبنانية.
وبالتأكيد إن هذه الاستراتجية الايرانية سيكون لحزب الله الدور الأبرز في تطبيقها وتنفيذها ومن هنا يأتي تدخل حزب الله في كل تفاصيل الأزمة السورية حتى في أدق التفاصيل العسكرية والميدانية.