رأى القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، أنّ "وجود رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في الحكم أو على الأقلّ جوّه في الحكم، هو مصلحة لـ"حزب الله"، كما أنّه مصلحة للبلد كلّه في أن يوجد من خلال الحريري، الغطاء المقبول على المستوى الدولي، بدل أن يتحكّم بصبغة الحكم في لبنان "حزب الله" الّذي يُعتبر "إرهابيًّا" و"إجراميًّا"، وهي نعوت تُطلَق رسميًّا على "الحزب" في الخارج والولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يُعمَل على تعميمه في العالم كلّه".

ولفت في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، إلى أنّه "يُمكن لـ"حزب الله" أن يفترض ما يريده، ونحن نعرف أنّ من يذهب ليُضحّي بآلاف الناس في سوريا وغيرها في المعارك، لا تكون مشكلة لديه في أن يُضحّي ببلد بكامله من أجل مشروعه النهائي الّذي هو المشروع الإيراني. ولكن، ما نريد أن ننظر إليه هو أنّ هل رئيس الجمهورية ميشال عون مستعدّ لأن يضحي بحكمه، بعهده، وبالبلد في شكل عام؟ وهذا هو السؤال الّذي نطرحه حاليًّا".

وركّز علوش على أنّ "الكرة حاليًّا هي بالفعل في ملعب الرئيس عون. ولا أحد يعتقد أنّه يُمكن أن يتمّ إمساك الحريري من اليد الّتي توجعه. ففي النهاية، لا مصلحة لرئيس الحكومة المكلف ولا هو يرغب أصلًا بالرضوخ إلى مشيئة "حزب الله" في ما يتعلّق بتمثيل سنّة "8 آذار" حكوميًّا، لأسباب عدّة، أهمّها قد يكون دوليًّا وإقليميًّا نعم، ولكن أيضًا لأسباب محلية تتعلّق بقاعدة "تيار المستقبل"".

وعن تعويل "حزب الله" على كَسر الحريري، ومصلحته في ذلك، أكّد أنّ "السبب الرئيسي لإصرار "حزب الله" حاليًّا على توزير سنّي من "8 آذار" لا يتعلّق برغبة في كَسر الحريري ، ولكن لإرضاء الشريحة التابعة له. وتمّ تفعيل هذه العقدة من قِبَل "الحزب" بعدما بدأت تلك المجموعة بالتصويب باتّجاهه، والقول إنّه تركها".

نوّه إلى أنّ ""حزب الله" لا يريد أن يعطي انطباعًا أنّه يتخلّى عن حلفائه"، مبيّنًا أنّه "قد يكمن الحلّ في أن يذهب الحريري في اتّجاه تقديم تشكيلة حكومية إلى الرئيس عون، وأن يترك الكرة عمليًّا في ملعب رئيس الجمهورية، بعدما تمكّن الحريري من تذليل كلّ العقد الأخرى، ووصل الى نتيجة. وليُذلّل الرئيس عون عقدة توزير أحد سنّة "8 آذار"، فإمّا يحصل ذلك من حصّة رئيس الجمهورية أو فليقُل لـ"حزب الله" أنّه لا يستطيع، ولا خيار آخر في هذا الإطار".