أعربت زوجة الباحث الأميركي المسجون في إيران بتهمة التجسس، شيوي وانغ، عن تفاؤلها بقرب إطلاق سراح زوجها بعد أن نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإطلاق ثلاثة سجناء كانوا محتجزين بكوريا الشمالية، بالإضافة إلى استعادة قس اعتقلته تركيا.
وقالت كو هوا إن شريك حياتها مسجون في إيران كرهينة، مضيفة " آمل أن يكون هو التالي في الحصول على حريته، بعدما حصل عليها أميركيون اعتقلوا في كوريا الشمالية وتركيا".
ويعتبر وانغ (39 عاما) واحد من خمسة أميركيين محتجزين حالياً في طهران، وهو الشخص الوحيد بينهم الذي لا يحمل الجنسية الإيرانية، وقد جرى اعتقاله في يوليو عام 2016، وصدر بحقه حكم بالسجن 10 سنوات.
وكان وانغ قرر المخاطرة بالسفر إلى إيران من أجل إعداد بحث عن سلالة القاجار التي حكمت بلاد فارس من عام 1794 إلى عام 1925، وجرى اعتقاله بعد أن قام بنسخ آلاف الصفحات من المواد البحثية الموجود في الأرشيف الوطني الإيراني.
وقال أحد أستاذة في جامعة بريستون الأميركية إن وانغ جرى اعتقاله بتهمة "التجسس على الموتى" بعد أن قام بنسخ وثائق تغطي فترة من تاريخ بلاد فارس تمتد من عام 1840 إلى 1910.
وكان الباحث الأميركي اتصل بزوجته قبل اعتقاله وقال إنه جرى استجوابه في أحد فنادق العاصمة الإيرانية لساعات عدة قبل أن يتجهز للعودة إلى بلاده، غير أن أخباره انقطعت لمدة عشرين يوما، قبل أن يعاود الاتصال ليؤكد لها أنه تم إلقاء القبض عليه، ووضعه في الحبس الانفرادي.
وتعرض وانغ لضغوط كبيرة من قبل المحققين الذين هددوه بالسجن إلى آخر يوم عمره، مما أجبره على اعتراف قسري، قبل أن ينقل إلى أحد أجنحة المعتقلين السياسيين في سجن إيفين.
"تهمته..جنسيته"
وكانت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بالاحتجاز التعسفي، قالت في وقت سابق إن إيران لم تقدم، في ردها الرسمي على طلب استفسار، أي تبرير يوضّح "كيف أن الاطّلاع على المحفوظات التاريخية المتعلقة بفترة حكم جرت منذ أكثر من مئة عام يمكن أن يصل إلى محاولة لإسقاط الحكومة الإيرانية"
وخلصت اللجنة إلى أن السبب الفعلي لاعتقاله "أنه مواطن أميركي".
وأبدت الزوجة قلقها على وضع وانغ، إذ جرى مرارا حرمانه من العلاج الطبي، كما أنه الأميركي الوحيد المعتقل في إيران وليس له عائلة تزوره هناك، مشيرة إلى أنه لم يلتقي بطفله شافان منذ 3 سنوات عندما كان عمره عامين فقط، بحسب ما ذكر موقع "WJS" الأميركي.
وكوا البالغة من العمر 36 عاما، التي كانت تعمل محامية في بكين قبل أن تنتقل إلى برينستون، دأبت على القيام بكل ما في وسعها للعمل على إطلاق سراح وانغ.
وألقيت كلمات خلال الوقفات الاحتجاجية التي جرت خارج شعبة التاريخ في الحرم الجامعي في برينستون، كما شكلت مجموعات دعم على فيسبوك وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أوضح أن وانغ وُلد في الصين، إلا أنه مواطن أميركي حاصل على الجنسية، مشددا على برائته التامة من التهم الموجهة له. فيما طالبت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إيران بإطلاق سراحه.