ظهرت "العقدة السنية" كعقدة جديدة مُعرقلة لتشكيل الحكومة، بحيث فرضت هذه العقدة حركة اتصالات مكثفة لتذليل العقبات الناتجة عنها.
وفي هذا السياق، عبّر مرجع سياسي نقلاً عن صحيفة "الجمهورية"، عن "خشية جدية حول عدم حل هذه العقدة"، معتبراً أنه إذا "لم يتم التوصل الى مخرج حول هذه العقدة اليوم قبل الغد، فإن الامور قد تتعقد اكثر وتنحى نحو أزمة كبيرة اكثر خطورة وطويلة الأمد، في وقت ينوء البلد تحت ثقل أزمات خانقة ليس أقلها الازمة الاقتصادية التي تتفاقم على مدار الساعة".
وفي المقابل، أفادت المعلومات، نقلاً عن صحيفة "اللواء"، ان "مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين من خارج «المستقبل» ستحضر اليوم في اللقاء الذي سيجمعهم مع الرئيس نبيه برّي في عين التينة، وقد تجد طريقها إلى الحل عبر ايكال تسمية الوزير السني السادس للرئيس عون...".
ومن ناحيته، يعتبر "حزب الله" انّ "كرة تمثيل سنّة 8 آذار هي في ملعب الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وذلك بعدما حسم الحزب موقفه لناحية تمثيل سنة 8 آذار في الحكومة، وهو سبق له ان قطع عهداً لهؤلاء في اللحظة الاولى لبدء استشارات التأليف، بأنه لن يترك حلفاءه" بحسب ما نقلت صحيفة "الجمهورية".
وبدورها، أكدت مصادر الحزب لـ"الجمهورية" قائلة: "لن نتخلى عن حلفائنا ولن نسلّم أسماء مرشحينا للحكومة اذا لم يتمثل "سنة 8 آذار" داخلها، لا بل لا حكومة من دونهم"، نافيةً بشكل قاطع ان "يكون الحزب قد طرح حل هذه العقدة من حصته، لا مباشرة ولا مواربة".
وفي المقابل، نفى مصدر قيادي في الحزب، نقلاً عن صحيفة "اللواء"، ما تردد عن أن "الحزب تنازل عن وزير شيعي لمصلحة توزير احد النواب السنة المستقلين"، قائلاً: "نحن متمسكون بتسمية ثلاثة وزراء حزبيين وان كنا ندعم تسمية وزير من النواب السنة المستقلين، والوزير السني يجب ان يكون من الحصة السنية لا من الحصة الشيعية والا ستختل المعادلة السياسية، ونحن لا نرضي شخصاً لنعطيه حقيبة من حصتنا بل من الحصة السنية وقد رفض الرئيس الحريري هذا الامر، والحل بيد رئيس الجمهورية وهو يختار من يريد".
وفي السياق ذاته، ذكرت معلومات مؤكدة بحسب الصحيفة، ان "السني المطروح من حصة الرئيس قد يكون من النواب المستقلين او الدكتور عبد الرحمن البزري كونه لا يشكل اعتراضاً عند «حزب الله»، وقد ترضى به الكتلة السنية المستقلة، خاصة انه سيكون وزير دولة".
ولكن بعض المصادر المتابعة للاتصالات تساءلت عمّا إذا "كان الرئيس الحريري يقبل بوزير من صيدا أو خارج كتلة «المستقبل»، ودعت إلى متابعة لقاء الحريري بالرئيس عون، حيث سيستعرضان الأسماء التي أسقطت على الحقائب".
ومن جهتها، قالت مصادر رسمية للـ "اللواء" انه من "غير الوارد ان يسمي الرئيس عون وزيراً سنياً يُشكّل استفزازاً أو احراجاً للرئيس المكلف، ومن أجل ذلك، فإنه سيتفاهم معه على الوزيرالسني السادس".
موضحةً، انه "لدى الرئيس عون سني من ضمن حصته، الا انه من دون اسم، وقالت ان الحل الذي يقوم على اعطاء الرئيس عون سنة المعارضة من حصته لا يزال مطروحاً، ولكن ما من احد فاتح الرئيس عون به وهو لا يزال في اطار الافكار وقد يجري التشاور به مع الحريري".