الطفلُ قد يقوم بالكثير من السلوكيات التي من شأنها إزعاج من حوله، وقد تُلقي الأم اللَّوم على نفسها لسوء تربيته، وفشلها في تعديل سلوكه الذي يمثّل إزعاجًا كبيرًا داخل الأسرة.
لماذا يتصرّف بهذه الطريقة؟
مُدرّبة المهارات الحياتية وتطوير الذات نور سعيد أوضحت أن من سلوكيات الطفل المزعجة عناده الذي ينقسم إلى نوعيْن: العناد الظاهر والعناد الخفي.
وفسّرت سعيد العناد الظاهر برفضه وعدوانيته لزملائه في المكان الذي يتواجد فيه، أمّا عناده الخفي فيكون بالتظاهر بحالات مرضية معينة، كالتبول اللاإرادي، وسرد القصص الكاذبة والخيالية، والتأتأة، وقلة الأكل، وتخريب مقتنيات المنزل، وأيضًا الصراخ. هذا كله لرغبته بلفت انتباه من حوله ليس إلّا.
بكلِّ هذه التصرفات، كما تقول سعيد، إنما يُرسل رسالةً أو شيفرةً لأسرته يقصد من ورائها إظهار مدى حاجته لشيء اسمه "الاعتبار"، أي الحاجة للشعور بأهميته ووجوده، وإشباع رغباته.
خطوات عمليّة لحل هذه المشكلة
ولفتت سعيد إلى أن أن تلك التصرفات تحتاج إلى عدّة خطوات عملية، أولها: أن تمنح الأم طفلها 15 دقيقة يوميًا، ليست تلك الدقائق التي تقضيها معه أثناء تناول الطعام أو تدريسه، أو مشاهدة التلفاز معه، إنما بالحوار المباشر، وجلسة تربوية تقيميّة بحتة، تطرح خلالها جملة من الأسئلة عليه، كي يشرح فيها ما ينتابه من سعادة أو غضب.
- السماح له باختيار أكله ولبسه وحده، مع بعض التوجيهات البسيطة، هي طريقة تُشبع اعتباره أيضًا، وتجعله قادرًا على اتخاذ قراراته في المستقبل دون الاستعانة بأحد، وصولاً لاختيار الجامعة والتخصص الذي يرغب بدراسته، وشريكة حياته، وأمور أخرى، وتلك هي الخطوة الثانية.
- منحهُ الحرية الواضحة والمحدّدة المؤطّرة بإطار وقوانين يسير عليها، ويعرف أيّ التصرفات سليمة وأيها خاطئة، بدون دلال زائد، خطوة ثالثة تُشبِع اعتباره كذلك.
وتأتي الخطوة الرابعة والأخيرة، وفق سعيد، بتكليفه بمسؤوليات تتناسب مع قدراته، كترتيب سريره وخزانته، مع وجوب تقديم الشكر والإطراء على أدائه بعد الانتهاء، كي يصبح مع مرور الوقت قادرًا على تحمُّل المسؤولية، والبُعد عن المشاكل السلوكية والنفسية التي يُحدثها دائمًا.