"رح نشتقلك، كسرتلي ضهري، بكّرت كتير عليّ"، رسالة ممزوجة بحرقة الفراق اختلطت بدموع نرمين فياض، زوجة المعاون الشهيد في قوى الامن الداخلي مخائيل هزيم، الذي دفع حياته ليل السبت الماضي اثناء عملية دهم لإيقاف مجرم خطير... لا تقوى نارمين على الحديث، ومع هذا تحاول التماسك لتقول لقاتل حبيبها وشريك حياتها: "الله يحرق قلبك متل ما حرقت قلبي".

آخر كلمات الشهيد

قبل ان يتوجّه مخائيل (33 سنة) الى المَهمة نتيجة تلقي غرفة العمليات، كما قالت نارمين، "بلاغاً عن وجود سارق وهو من اصحاب السوابق في نهر الموت، اتصل بي مخائيل وتحدّث عبر الكاميرا (فيديو كول) مع ابنته سيلين، ردّد على مسمعها كلمة بابا مرات عدّة. قال لي "تصبحين على خير حبيبتي"، ورحل الى المجهول، ليصلني خبر استشهاده، بعدما تمكّن السارق وهو ذات بنية جسيمة وفي حالة سكر وتحت تأثير المخدرات من سحب مسدس زميل مخائيل اثناء تكبيله، اطلق النار فأصاب مخائيل في رأسه، ليفارقنا على إثرها الحياة الى الأبد".

رصاصة غادرة

صديقة نارمين رئيسة حزب 10452 رلى المراد تحدثت لـ"النهار" عن الفاجعة التي حلّت بزوجين جمعهما الحبّ وفرقتهما رصاصة غادرة في بلد بات الحلم فيه كما قالت "مستحيلاً"، واضافت: "سبق ان كانت نارمين مديرة مكتبي، وعندما انجبت ابنتها اضطرت للتوقف عن العمل، لتتعاقد بعدها مع مدرسة وتبدأ مهنة التعليم في بلدة مجدليا حيث تسكن مع عائلتها"، مشيرة إلى أنّ "لا كلمات تعبّر عن حالها بعدما خُطف منها حبيبها وسندها. يا للاسف، اصبحنا في زمن يختار الشباب لا سيما ابناء #عكار الانضمام الى القوى الامنية من اجل الضمان ومع هذا يدفعون حياتهم على اتفه الاسباب".

نعي الشهيد

وفي الامس، اصدرت المديرية العامة لقـوى الأمـن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة بلاغاً جاء فيه: "تنعي المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، شهيدها المعاون مخائيل هزيم الذي استشهد منتصف ليل 27-28/10/2018، في خلال قيامه بمهمة القبض على أحد السارقين من ذوي السوابق في محلة نهر الموت. والشهيد مخائيل هزيم من مواليد 12/9/1985 بزبينا عكار، متأهل ولديه ابنة، دخل السلك بتاريخ 28/08/2006، بصفة مجند، تدرج بالرتب حتى رتبة معاون بتاريخ 18/02/2018. وإلى رتبة معاون أول بعد الاستشهاد، خدم في معهد قوى الامن الداخلي، الدرك الإقليمي، مخفر قصر عدل الجديدة، مخفر اهدن ، مخفر زغرتا، فصيلة الجديدة، حائز على وسامي الحرب والجرحى، وتنويه صادر عن المدير العام لقوى الامن الداخلي، ومدالية الامن الداخلي والمدالية العسكرية، وتهنئة خطية صادرة عن وزير الداخلية والبلديات".

من مستشفى الارز في الزلقا، نقل جثمان مخائيل الى بلدته في بزبينا، حيث سيحتفل بالصلاة على راحة نفسه عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في كنيسة القديس جاورجيوس، ليوارى بعدها في الثرى بعيداً من احبائه، لتكمل صغيرته مرغمة حياتها من دونه بعدما تيتمت لا لذنب ارتكبته الا لانها ابنة بطل قرر حماية بلده من المجرمين والخارجين على القانون.