يسود العالم حالة من الفساد المتراكم على الشعوب وهناك ظاهرة باتت تشكل مشكلة كبيرة على الصعيد العالمي ومن بين هذه الحالات هي الفتنة التي هي أشدّ الحالات خطورة بين البشر ، لكن للفتنة معان كثيرة ، وإن كانت في الأصل تدل على الاختبار والامتحان والابتلاء ،
الفتنة هي أشدّ البلاء على المسلمين الفتنة بالمذاهب والحديث الباطل والإفتراء, ومن انواع الفتن أيضا فتنة المال قال سبحانه وتعالى بالقرآن الكريم { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } [الأنفال:28]
أما الفتنة على الصحابة ليس لها مكان فالله خصص لهم مكانة كبيرة بين البشر فقد أثنى عليهم قائلاً: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29].
ولهذا يُجِلُّ المسلمون الصحابة إجلالاً كبيرًا، ولا يقبلون أن يتطاول أحد عليهم ولو بلفظ.
ولا يعني هذا أن الصحابة معصومون من الخطأ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".
وأشد ما يؤجج الفتن الخوص بالألسنة، في تعليل أسباب كثير من الفتن أنها تبدأ: " بالكذب عند أئمة الجور، ونقل الأخبار إليهم، فربما ينشأ من ذلك الغضب والقتل، أكثر مما ينشأ من وقوع الفتنة نفسها"وأنها تُنسي الواقعين فيها حقائق يعرفونها وحدودا كانوا يلتزمونها، وإن الواقع في الفتنة تخف تقواه، ويرق دينه، ولذلك حين يُبعَد أناس عن الحوض .ومن أهم المنجيات أن يفقه المرء دينه، وأن يميز حدود الشرع ـ دون التباس فرسول الله شدد على عدم إنتشار الفتنة وخواطرها على الناس . لكن ورغم كل هذه الأسباب المنجية وغيرها، لا بد للقلب من أن يبقى معلقاً بالله، وحقاً: "إن السعيد لمن جُنّب الفتن" فاجتناب الفتن حفظ رباني، أكثر من كونه كسباً بشرياً، فخذ بالأسباب واستعن بالله.
فنحن اليوم نعيش واقع الفتنة التي سببت بإنقاسم المذاهب والطوائف وأدت الى حروب بين المسلمين إنتهت ببعض البلدان شكليا وليس نهائيا ، وحتى الآن ما زالت حروب الفتنة مستمرة ببعض البلدان العربية ،وما زالت هذه الظاهرة تفتك بالمجتمعات الإسلامية لذا لا بد من الرجوع الى تعليم الأسلام ووصايا الرسول الأكرم لتجاوز مخاطر الفتنة في مجتمعاتنا الإسلامية.