ليس تفصيلًا أن ينشغل نظام بشار الأسد بإعادة صنم كبير للرئيس السابق حافظ الأسد ورفعه من جديد على أنقاض المباني وبين البيوت المهدمة، وفي وسط الدمار البراميلي المرعب الذي ما ترك حجر ولا بشر في دير الزور وباقي الساحات.
فالصنم هنا ليس هو كما التماثيل التي تزين ساحات روما أو تلك المنتشرة في ساحات اليونان واسبانيا وفرنسا وغيرها من الساحات في بلاد الغرب.
فهناك التماثيل هي رمز للحياة، رمز للجمال، رمز للفن، هي تخليد لمن أعطوا بلادهم وناسهم معنى وازدهار وتقدم، أما في سوريا فصنم حافظ الاسد العائد من تحت الركام، هو رمز للعبودية والقهر والاستبداد، هو عنوان يراد منه القول بكل فظاظة: أيها الشعب السوري المنتفض و"بدو حرية" هذا الهكم فاعبدوه، وأي حديث عن الحرية والتحرر مصيره الدم والقتل والدمار والتشرد.
إقرأ أيضًا: أبو علي ترامب ... إلى حين العقوبات على إيران
ونحن نقول: أيها الشعب السوري، الذي كسّر أصنامه كما فعل محمد حين فتح مكة، وكما فعل من قبل ابراهيم حين جعل أصنامهم جذاذا الا كبيرًا لهم لعلهم اليه يرجعون فبوركت أياديكم.
إلا أن يا أيها الشعب السوري الثائر، فإن الزمان غير الزمان، وأبو لهب في أيامنا عاد هو الاخر بلحيته الصفراء الى شعاب دير الزور ومعه كل عبدة الأوثان في الارض، وأعاد تنصيب هبل من جديد، ونار النمرود وبراميله لم تكن عليكم بردًا وسلامة، بل كانت جحيمًا وحممًا وحميميم.
ولكن أبشروا، فهُبل الجديد الذي انتصب مرة اخرى في ساحة دير الزور، ليس هو نفسه الذي كان جاثمًا على صدوركم، وستبقى صورة الصنم الممدد أرضًا وفي فمه حذاء طفل يضحك، هي الصورة الحقيقية التي سيذكرها التاريخ والتي لن تفارق مخيلتنا ومخيلتكم.
وفي الختام لا بد من القول: اذا كان عنوان انتصار "المقاومة"، وثمار تضحياتها وجهادها ودمائها هي عودة الأصنام فعلموا حينئذ أنكم على حق، وان كل انتصاراتهم ما هي إلا أوهام لن تدوم طويلًا، وهي حتمًا إلى زوال، ولو بعد حين.