تناقضات إدارة دونالد ترامب لن تنتهي عند حد وآخرها وليس أخيرها وضع عقوبات على مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني على دعمهما لطالبان.
وأشار مركز استهداف تمويل الإرهاب التابع لوزارة الخزانة الأميركية إلى أن العقوبات تهدف إلى كشف أفرقاء في طالبان ورعاتهم الإيرانيين وعرقلة مساعيهم في تقويض أمن الحكومة الأفغانية.
هناك ملاحظات عدة على صحة تلك العقوبات وجدواها.
إقرأ أيضًا: متطوعون لإنقاذ النظام الإيراني عبر إسقاط حكومة روحاني
أولاً: لم يعد هناك حاجة إلى وضع عقوبات جديدة على أفراد في الحرس الثوري الإيراني بعد وضع الحرس الثوري ككل تحت لائحة المنظمات الإرهابية. فإن وزارة الخزانة الأميركية في شهر نوفمبر 2017 وضعت الحرس الثوري في لائحة قانون كاتساو لمكافحة أعداء الولايات المتحدة وقانون مكافحة الإرهاب الدولي رقم 13224 ما تستغني معها من وضع عقوبات على أعضاء الحرس فرداً فرداً وإلا فمن الممكن أن تنشر تلك الوزارة يومياً بيانات لعقوبة أفراد للحرس الثوري ربما يطول سنوات ليشمل الجميع مثنى وثلاث ورباع!
ثانياً: إن إيران هي المستفيدة الأولى من الاستقرار والأمن في أفغانستان حيث أنها جارتها ما لها لها وما عليها عليها أيضاً.
ولا يشك إثنان في أن إيران تكبدت خسائر فادحة جراء حكم طالبان في العقد الماضي، فإن مجزرة قنصلية إيران في مزار شريف بعد سقوطها بيد طالبان لم ينسها الإيرانيون ولا مجازرهم في المناطق الشيعية في أفغانستان.
ثالثاً: إن الولايات المتحدة هي لديها علاقات مع طالبان وتحاول إشراكهم في الحكومة الأفغانية كما أشركت كلبدين حكمتيار في العام الماضي.
كما أن قطر وهي حليفة للولايات المتحدة، لديها أحسن العلاقات مع طالبان منذ ولادتها وثم صعودها إلى الحكم وحتى الآن وهناك ممثلية لطالبان في الدوحة ولم تعترض أميركا عليها ولم تعاقبها على علاقاتها الوثيقة مع طالبان.
إقرأ أيضًا: إيران وقضية خاشقجي: الصمت الطويل
فكيف تتوقع الولايات المتحدة من إيران وهي جارة لأفغانستان أن لا تكون صلة لها بطالبان؟
إن إيران لها مصالح كبيرة وكثيرة في أفغانستان ولا بد لها من العلاقة مع طالبان التي تسيطر حالياً على أجزاء كبيرة منها حفاظاً على تلك المصالح وبالتحديد المصالح الإقتصادية والتجارة، فما هي مصالح الولايات المتحدة الأميركية وهي تبعد عن أفغانستان آلاف كيلومترات؟!
هل يحق لترامب والشيخ حمد إقامة علاقات مع طالبان ولا يحق للحرس الثوري؟