أكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن "على جميع الأفرقاء السياسيين أن يفكروا بلبنان وبمصلحة البلد قبل أن يفكروا بالأحجام"، وقال: "اذا عملنا جميعا معا سنخرج من هذه الازمة"، لافتا الى انه سيبقى "إلى جانب رجال الأعمال اللبنانيين وإلى جانب كل لبناني يريد أن يطور نفسه".
واشار الحريري خلال حفل عشاء أقامه مساء أمس على شرفه رئيس اتحاد رجال الأعمال للبحر المتوسط جاك صراف في دارته في الرابية، الى انه "لا شك أننا نمر في مرحلة دقيقة اقتصاديا وإقليميا، ونحن نبذل كل الجهود اللازمة لتشكيل الحكومة الجديدة. صحيح أننا نواجه صعوبات وتحديات كبيرة، ولكن نحن لبنانيون ولدينا الإمكانية والذكاء لأن نخرج من هذه الأزمة إذا عملنا جميعا معا، خصوصا وأننا مدعومون بنتائج مؤتمر "سيدر" ومؤتمري "روما" و"بروكسيل"، كما ان باستطاعتنا العمل على عقد مؤتمرات أخرى. لكن المهم هو ان نعي أن طريقة العمل في السابق لا يمكن أن تستمر ويجب ان تتغير. فطريقة التعاطي نفسها أكان في السياسة او الاقتصاد لا يمكن ان تستمر. العالم تطور وكذلك الدول والقوانين، ولكن نحن في لبنان ولسوء الحظ لم نطور انفسنا على الرغم من قدرتنا على القيام بذلك. لدينا كوادر في البلد لا تحصى ومغتربون يحققون نجاحات كبيرة، فلماذا نحن هنا لا نزال نضيع كل الفرص امامنا".
أضاف: "أؤكد لكم أنني سأبقى إلى جانبكم وجانب كل لبناني يريد أن يطور نفسه، وإلى جانب المرأة التي تريد أن تطور نفسها ايضا، وإلى جانب الشباب، دينامو هذا البلد، وعلينا نحن ان نعمل لابقائهم في لبنان والاستفادة من قدراتهم لكي لا يذهبوا بها الى الخارج. كفانا تصدير قدراتنا للخارج، علينا أن نستفيد منها في الداخل، وحينها يكون لبنان بألف خير". وتابع "هذا هو إيماني وما أعمل عليه. وأقول للجميع، انتم الى جانبي وانا سأكون الى جانبكم اكثر، ودائما هناك عقبات ولكن هذا لا يعني انه لا توجد حلول لها، فالقوانين جاهزة، وأؤكد لكم أن المجتمع الدولي متحمس لتنفيذ المشاريع التي أقرت في مؤتمر "سيدر" لإعطاء لبنان قروض طويلة الأجل وبفترات سماح كبيرة لكي نكمل هذا المشوار وهذه بالتحديد نوعية القروض التي نحتاجها".
بدوره، اشار الصراف الى ان "كل دقيقة تمر من دون تشكيل حكومة هي خسارة، لكن لكي تنتج الحكومة لا بد لها من عناصر بشرية ذات كفاءة، توحي بالثقة وتملك رؤية وتحول الأزمة إلى فرصة. وأنت يا دولة الرئيس، صاحب الدور الأساسي بولادة حكومة الثقة. فلا استثمار ولا نمو من دون ثقة اللبنانيين بالدولة وثقة الخارج بلبنان. الثقة تعيد بلدنا ليكون مجددا مقصدا لكل الشركات الدولية، وتفتح أبواب الاستثمار وفرص العمل، وتزيد من مداخيل الدولة. ان رجال الأعمال هم مع لبنان ومع الدولة وضد الفساد. والثقة تعني أيضا أن تتبدد أمام أعين المواطن الصورة السوداء، فلا يحصل "نشر الغسيل" والمناكفات بين السياسيين. هذه الأمور لا تؤثر فقط بنا بل في لبنان ككل وهذا الامر لا يفهمه المسؤولون السياسيون بشكل عام. والثقة تعني ايضا أن تتصرف الحكومة ككيان واحد، وليس أن يكون كل وزير "فاتح على حسابه وزارة"، فرئيس الحكومة هو من يقرر".