سأكسِّر من حبر القلم الذي لا يغرف إلا من حبر موسى الصدر، ومحمد جواد مغنية، ومحسن الأمين، ومحمد حسن ترحيني العاملي النبطاني،وغيرهم ممن أنكروا ذواتهم ونسوا شخصيتهم، فحاسبوا أنفسهم وأولادهم وكل من يلوذ بهم من حاشية وغاشية وأزلام، من قبل أن يحاسبوا الناس ويعظونهم بالمواعظ والأخلاق، لأنهم من مدرسة العلم والزهد والإخلاص مدرسة أهل البيت (ع)، ومدرسة جندب بن جنادة "أبو ذر الغفاري"، فلم يبنوا قصوراً ومسابح ليلية للعذارى والقذارة، لأنهم قدروا أنفسهم بضعفة الخلق، وبنوا دينهم على تقوى الله،لأن من يتظاهر بالصلاح والإصلاح والدين والأخلاق ويعمل جهاراً وخفاءاً لحساب شهواته العفنة وملذاته الشيطانية فهو على لسانهم ولسان أهل الله تعالى من المراءين المنافقين والشياطين الظالمة اللئيمة..
لا تحسبوننا أننا لا نحترم العلماء الربانيين الذين تركوا الدنيا وعاشوا علماء أبرار وأتقياء همهم خير الناس، إلا أنه كم عددهم على ما نراه اليوم في هذه المؤسسة المدعاة من أنها لحماية الفقراء والمحتاجين، ـ لا نؤمن بها ما لم تبدأ بجلب كل شيخ ومفتي وقاضي متخم لمحاسبته ـ سنبقى نكتب عن حقائق الدهاقنة وعن حقيقتهم وكذبهم واستغلالهم لإرتدائهم مسوح الدين ولإمتلاكهم جوازات سفر عابرة لحدود الله وأعراض الناس والإصطياد عليهم، إنهم كذبة يؤمون الناس إلى مثواهم الأخير، ويتصدرون منابر ومحطات تلفزة ليدلقون على الناس دلقاً من الأخلاق ويشعرون الناس أنهم يرتدون جلد خروفٍ وهم في واقعهم وداخلهم ذئاب هائجة..
إقرأ أيضًا: سجِّل أنا شيعي لبناني...!
إن سيرة علمائنا الأبرار ممن ذكرنا على سبيل المثال لا الحصر هم كأبي ذر الغفاري عندما إصطدم بأصحاب العمائم والثروة ومن غير العمائم، لا لأنهم يطلبون سلطاناً ووظيفة عفنة أو مالاً بطرق غير مشروعة، بل لأنهم لا يريدون أن يقوم البذخ والترف والنعيم باسم الدين والعفة والطهارة والتقوى إلى جانب الفقر والبؤس، هؤلاء العلماء لقد أدركوا الدين على حقيقته كما جاء به نبينا محمد (ص) وأهل البيت (ع) فكانوا قدوة صالحة غير طالحة لكل من يرتدي زي الدين...
نحن نحترم ممن يذكرنا بالله لا هؤلاء الذين يذكروننا بالهوس الجنسي وبالهوس المالي وبالهوسي المنصبي قبحهم الله من أشكالٍ تشبه أشكال "الشمبانزية"...
إن أمثال هؤلاء العلماء هم تجارب حية، ومن المخلصين الذين تجردوا عن كل غاية إلا النصح والإخلاص لله والناس، لا كما يفعل هؤلاء الذين يتقنون فن الكذب والصيد..
لقد مر أبو ذر الغفاري بمعاوية، وهو يبني داره الخضراء،فصاح أبو ذر في وجهه قائلاً: "من أين لك هذا يا معاوية! فإن كنت بنيتها من مال المسلمين فهي الخيانة، وإن كنت بنيتها من مالك فهو الإسراف...".