لفتت النائب بهية الحريري، في كلمة لها خلال تمثيلها رئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، في افتتاح مؤتمر "البطالة وفرص العمل الكامنة في طرابلس والشمال"، الى أن "الإشكالية التي يقاربها هذا المؤتمر حول البطالة وسوق العمل والفرص الكامنة هي ليست مسألة ظرفية من حيث المفهوم لأننا لو راجعنا التقارير العالمية حول مسألة البطالة لوجدنا أن كل تقدم علمي وتكنولوجي وصناعي واقتصادي يحدث بطالة ويستحدث فرص عمل مما جعل الدول المتقدمة تعتبر قياس البطالة مؤشرا علميا على النمو والتقدم أو الجمود والتراجع، واعتبار البطالة أمرا مستداما"، مشيرة الى أنه "عندما نتحدث عن مجتمعاتنا فالبطالة لها أسباب متعددة وارتباطها بالتعليم أيضا لا بد من توضيحه لأن التعليم في لبنان وارتباطه بسوق العمل لم يكن خاضعا ومنذ عقود طويلة لضرورات سوق العمل اللبناني، بل كان لسنوات وسنوات اتجاه التعليم مرتبطا بأسواق العمل المجاورة وأسواق العمل العالمية، ولا أعرف إن كانت هذه ميزة لبنانية أو أزمة لبنانية ومع إنكفاء أو تراجع أسواق العمل الخارجية من الطبيعي أن ترتفع نسبة البطالة في لبنان".
ورأت أنه "اذا كنا نريد أن نهندس منهجا تربويا قائما على أساس الثروة البشرية الوطنية ومواءمتها مع سوق العمل هذا الأمر يستدعي أن نعمل على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: وهي البحث المبكر عن الطاقات الكامنة في المراحل التعليمية الأولى لاكتشاف المهارات والقدرات والإبداعات لتعزيزها وتحفيزها بأنشطة موازية للمناهج التربوية. المرحلة الثانية: يجب أن تكون في المرحلة الثانوية لتحديد الميول وتوجيه التخصصات والمهارات باتجاه سوق العمل، وهذا يستدعي تعاونا وثيقا بين القطاعات. أما المرحلة الثالثة فهي لها علاقة بمرحلة ما بعد التخرج والدخول إلى سوق العمل، وتحديات وتطور الاختصاص في كافة المستويات، من العامل إلى المختص لتأمين الخبرات المستجدة على كل مهنة أو اختصاص لنخفف ما يحدثه التقدم من بطالة وهذا ما يسمى التعلم مدى الحياة. وهنا نكون التزمنا بعلاقة منظومة التعليم والبطالة، وأعتقد أن المحاور الأخرى في هذا المؤتمر تقارب ما تبقى من موضوعات إن كانت سياسية أو إحصائية أو اقتصادية أو استثمارية".