مؤكد أن التصريح الذي أدلى به رئيس بلدية صير الغربية وانتشر على مواقع التواصل الإجتماعي بعد حادث انفجار خزان بخار لمعمل موجود على مدخل البلدة وموضوع جانب الطريق العام وبالقرب من محطة بنزين، لم يقصد به التقليل أو الإستهتار بحياة من ذهبوا ضحية الإنفجار(شهيدين وثمانية جرحى)، والعارفون بشخص الرئيس يحدثونك عن "أودمته" وطيبته.
حاول المسكين وتقليداً لما جرت عليه عادة المسؤولين بهذا البلد التخفيف من وقع المصاب، واعتبار أنه حادث طبيعي يحصل يومياً في بلاد الموت وليست بلدته استثناء في هذا المضمار وذكّر بحديثه انه "بحادث سيارة بروح قتيلين تلاتة"!!!
بمكان ما فرئيس البلدية المحسوب على حزب الله، هو إنعكاس طبيعي لطريقة مقاربة أحزابنا ومسؤولينا ونوابنا ووزرائنا ودولتنا للكوارث والأزمات في وطن الموت المجاني، فالسرطان مثلاً الذي يحصد الآلاف من المواطنين لم يحرك ساكناً والضجة الإعلامية والصرخة التي أطلقها الشيخ ياسر عودة بهذا السياق قوبلت بالتهجم عليه والإساءة له بدل محاسبة المسؤولين عن التلوث والمسبّب للمرض.
إقرأ أيضًا: القوات داخل الحكومة وبحصّة مقبولة هي حاجة لحزب الله
وكذلك الحال ما نسمعه يومياً عن موت مجاني على الطرقات وأمام أبواب المستشفيات وحالات الإنتحار والرصاص الطائش وغيره الكثير الكثير من الأسباب التي نسمع عنها يومياً حتى صار الموت في بلدي خبر أقل من عادي لا يستدعي الوقوف عنده أو العمل على البحث عن حلول فضلاً عن تحميل المسؤوليات.
أذكر في هذا المجال في إحدى المقابلات بُعيد حرب 2006 للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ورداً على سؤال عن أعداد الشهداء الذين سقطوا نتيجة العدوان فكان الجواب الصادم من سماحته "هناك مبالغات كبيرة عن أعداد الشهداء، وليس صحيحاً الأعداد التي تُذكر في وسائل الإعلام عن ألفين وخمسة أو ثلاثة آلاف فالعدد لا يتخطى الألف ألف وشوي"، (شحطين تحت و "شوي")!!!
وأردف سماحته بعد ذلك للتأكيد فوراً بأن "شهداء المقاومة عددهم قليل جداً ولا يوجد (الحمد لله) أي كادر أو مسؤول بين هؤلاء الشهداء".
فإذا كان المسؤولون عندنا لا يقيمون وزناً لأعداد الشهداء ولا للضحايا التي تتساقط كل يوم ولا يهتمون بالحد الأدنى من تجهيز مواقع حماية (ملاجىء مستشفيات) في منطقة يبشروننا هم بتحولها لساحة حرب في أي لحظة، ونعود كل أربع سنوات لإنتخابهم وتمكينهم من مفاصل حياتنا مع كل إستحقاق إنتخابي، فحينئذ لا يجب أن نلوم رئيس بلدية صير الغربية لأن والحمدلله المعمل بخير والمقاومة بخير وعمرو لحدا يرجع.