وهكذا يتّضح مع إطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالأمس، أنّ من يملك زمام الأمور في البلد لم يكن، ولن يكون غائباً عن مجريات تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، وكيف يكون حزب الله غافلاً عن أهمّ استحقاق سياسي في البلد بعد الانتخابات النيابية التي جرت قبل خمسة أشهر؟
وصمتُ الحزب الذي أبداه خلال فترة التّكليف الطويلة كان مُريباً، ذلك أنّ عمليات التّعطيل كانت "حامية" ولم تتوقّف، وكان الوزير جبران باسيل، حليف الحزب وصهر الرئيس زعيمها وراعيها، وذلك دون أن يظهر حزب الله في صورة "مُعطّل" تأليف الحكومة و"مُعطّل" مصالح الناس المظلومين، أمّا اليوم، وقد قاربت كل العُقد على "الحلحلة"، وانتظر اللبنانيون ولادة الحكومة بعد مخاضٍ عسير، وبعد تقديم القوات اللبنانية التنازلات "القصوى"، و"تفضُّل" الوزير باسيل بالمقعد الحادي عشر في تشكيلة الحكومة، خرج بالأمس السيد نصرالله ليرفع يدهُ قائلاً: الأمرُ لي، لا حكومة ولا من يحكمون، وما الذين يطلقون مواعيد الأيام والساعات الأخيرة إلاّ واهمون، يقول السيد: نحنُ، أي الثنائية الشيعية (على سبيل الترضية للرئيس بري) سكتنا طويلاً خلال الفترة الماضية، والتي شابتها شوائبُ عدّة، أمّا اليوم فلا، نحن معنيون بالمقاعد وتوزيعها، والأمور ليست على ما يُرام، والحكومة ما زالت تنتظرها مخاضات عسيرة قادمة، ولعلّ كلمة السّر المخفية عند سماحة السيد: من انتظر خمسة شهور، يستطيع أن ينتظر أسبوعين _ ثلاثة حتى يتبيّن الخيطُ الأبيض من الخيط الأسود في الاشتباك الإيراني - الأميركي في محطّته القادمة في الرابع من تشرين الثاني القادم، وبعدها بيفرجها الله ويحُلُّها حلاّلُ العُقد.