على وعي وإدراك ودون فودكا تسلب عقل الرئيس صرح بوتين بأنه شهيد الجنة اذا ما وقعت حرب نووية على روسيا وعندها لن يدخل الجنة الاّ من أتى الله شهيداً متضرجاً بدمه تفوح منه روائح الخير لا الشر الذي ينتشر من واشنطن الى عواصم أخرى في غرب كافر وقاتل. وحده بوتين قديس الأيقونات الجميلة في كنائس روسيا القديمة حاخام حائط المبكى في القدس شيخ الممانعة الذي فتح سورية كما فتحها من قبل آل سفيان. تكاد أن تراه في كل الأمكنة وفي كل التناقضات صديق العرب والغرب ربيب اسرائيل حامي الممانعين من السقوط أو التخبط أو التعثر في طريق المقاومة.
شهيد جديد من قامة كبيرة دوّن اسمه في أعلى السجل نحته على صخر الشهادة اذا ما تعرضت روسيا لهجوم نووي... اذا هنا شرط بعيد لا مكان له هو عالق بين الوهم والخيال مشروع استنهاض للأمّة الروسية كي تلتف حول القيصر المؤمن قارع أجراس الكنائس وكي تتخلى عن أفكار الغرب في الحرية والديمقراطية وعليها أن تعالج حالات العوز والفقر على مذابح الفداء حيث ينصت الله لدعوات أبنائه ويعدهم بجنة النعيم في آخرة لا يصلها الاّ من دعا الله وأناب اليه وترك الرؤوساء وشؤونهم في مشاغل أعانهم الله عليه كونها تسلب النوم والراحة من أجفانهم.
إقرأ أيضًا: بكاء روسي بالفوسفور الأميركي على قبر دير الزور
يقولون أن القادة لا ينامون يبقون على غُسل سهراً على متع الرعية وغيلة الرياسة التي تحتاج الى تخطيط يومي ضدّ الأعداء والخصوم والطامعين بأثواب ألبسهم ايّاها الله ولا يمكن لأحد أن يدّعي حقاً في ثوب ملك لم يوفره له الله العادل في إعطاء السلطة لنخبة أنجبها الله واجتباها والطاعة لشعوب ولدت من أرحام بائسة يائسة ملعونة بطونها كونها من طينة الإذلاء والبعيد.
يقولون أن بوتين ولد قيصراً ولكن من رحم الاشتراكية واعتنت به واهتمت وسهرت على تربيته وبلوغه سن السلطة أجهزة مختصة في سفك الدماء كيّ يشتد أزره ويقوى عوده قيصبح صلباً يقتل دون شفقة أو رحمة لأن الأقوياء من قادة التاريخ الشمولي يتناولون الدماء بدلاً من الماء كيّ يستمرون في الحكم الى ما لا نهاية طالما أن الله اجتباهم واصطفاهم على العالمين وقال لهم كما قال للسامري لا مساس.
لا اعتراض وكل الطاعة لله في ما اختار من صنوف الأوفياء لدين العنف والقتل والذبح دون أن ترف لأحدهم رفة جفن كما هو حال الشهيد الحالي بوتين الذي أطبق سورية على بعضها البعض ولم يسلم حتى على الأسد ومشى مختالاً كما تمشي الكواسر على عظام طرائدها.
إقرأ أيضًا: حارس سوري على جبل الشيخ
يكفينا ما سمعنا من شهيد كبوتين أنه ينتظر موعده مع الجنة إن آتت اليه الصواريخ النووية ودمرت روسيا وبهذا عاد الى سُنة الأولين من ملوك و أمراء أوروبا ممن آمنوا بالحروب طريقاً للجنة بعد أن مهدها لهم رجال الكنائس وفي هذا إطناب للسامع من روّاد الجنة ممن غلبتهم إرادة الحياة فقرروا الاستسلام لإرادة الموت طوع القائد الذي يستريح حيث الراحة والنعمة والخدمة والحاشية والملذات وأطقم الحماية والسدود والحواجز حيث أنك تستطيع رؤية الله والوصول اليه ولا تستطيع الرؤية أو الوصول لمساعد قائد من قادة الدين والدنيا ممن امتحنهم الله في نعمه فكانوا خير المتنعمين والمتلذذين فأمدهم بصحتي البدن والعافية في تجاراتهم المزدهرة و حروبهم الرابحة وانتصاراتهم المؤكدة والتي تأتي تباعاً دون شك أو لبس أومس بها ولا يمكن هزّ عقيدة الفتح طالما أن الله يقاتل ومعه ملائكة شداد غلاظ.
رحم الله بوتين في شهادته المنتظرة وكل المؤمنيين في العالم يدعون له باستعجال التلبية لرغبة الجنة بغية الراحة من تعب الحروب.