حملت تصريحات وزير الخارجية الإيطالي، إينزو موافيرو ميلانيزي، بخصوص مؤتمر ليبيا الدولي المنتظر، رسالة طمأنة لفرنسا، بعدما أكد أنه امتداد لمؤتمر "باريس"، وسط تساؤلات عن أهداف ذلك، وما إذا كانت روما تسعى إلى تهدئة منافستها بخصوص تحركاتها الدولية.
 
وأكد ميلانيزي خلال لقائه نظيره الفرنسي، جان إيف لودريان، التزام البلدين بالتحضير لمؤتمر ليبيا، المقرر في 12-13 تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، في مدينة "باليرمو"، وجعله امتدادا لمؤتمر "باريس"، الذي جمع أطراف الأزمة الليبية.
 
صوت واحد
 
وأشار الوزير الإيطالي إلى أن الدول الأعضاء ومؤسسات الاتحاد الأوروبي أكدت على دعمها للمؤتمر، والتزامها بالتحدث بصوت واحد، والمضي في جهود مشتركة ومترابطة من أجل تحقيق الأمن في ليبيا، موضحا أن المؤتمر يأتي في إطار مسار خطة الأمم المتحدة"، وفق تصريحات لوكالة "آكي" الإيطالية.
 
في سياق متصل، سلمت نائبة وزير الخارجية الإيطالي، إيمانويلا ديل ري، أول دعوة رسمية إلى رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، لحضور المؤتمر خلال لقاء جمع الطرفين في العاصمة الليبية طرابلس مؤخرا.
 
وطرحت هذه التصريحات، وتسلم المشري أول دعوة رسمية عدة استفسارات حول رسالة إيطاليا من حديثها عن اتفاق "باريس"؟ وهل  تحاول "روما" قطع الطريق على أي خطوات لفرنسا من شأنها عرقلة المؤتمر؟
 
"دور تخريبي"
 
من جهته، قال عضو مجلس الدولة الليبي، إبراهيم صهد، إن "إيطاليا ترغب في نجاح المؤتمر على الأقل في جمع الأطراف الليبية والدولية، خاصة تلك التي تدس أنفها في ليبيا، وتخشى روما من قيام فرنسا بلعب دور تخريبي للمؤتمر يحول دون حضور بعض الأطراف التي تتحرك بإيحاءات فرنسية"، حسب وصفه.
 
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "هناك حدة في التنافس بين فرنسا صاحبة الأطماع الواضحة في الجنوب الليبي، وبين إيطاليا صاحبة الماضي الاستعماري "الفاشستي"، لكن ستتفق مخرجات "باليرمو" مع مخرجات "باريس" في الدعوة للانتخابات، وتختلف في التوقيتات والأمور اللوجستية والأمنية اللازمة"، كما قال.
 
"تحديد أدوار"
 
ورأى الصحفي الليبي، حسين العريان، أن "مؤتمر إيطاليا القادم ما هو إلا لتحديد الأدوار للدول الكبرى بخصوص الملف الليبي، وستستلم أمريكا الملف بمباركة الجميع، وهذه المباركة لن تكون بالمجان، وهذا يؤكد أن الدول الكبرى غير جادة في الوصول إلى حل نهائي للأزمة الليبية"، وفق كلامه.
 
وتساءل العريان خلال تصريحه لـ"عربي21" قائلا: "الأهم الآن هو هل سيتغيب أحد الأطراف الليبية عن هذا الاجتماع، خاصة أن الخلاف الفرنسي الإيطالي ما هو إلا صراع نفوذ حول جنوب المتوسط خاصة موضوع النفط والغاز"، كما صرح.
 
"مغازلة إيطالية"
 
وأشار المدون من الشرق الليبي، فرج فركاش، إلى أنه "من الواضح منذ مدة وجود "مغازلة" من قبل روما لباريس، فقد صرحت وزيرة الدفاع الإيطالية من قبل بأن البلدين صديقان "حميمان" ولديهما مصالح مشتركة في ليبيا".
 
وأضاف: "وربما يكون الهدف الذي ترجوه مبادرة "باريس" بالوصول إلى الانتخابات هو أيضا ضمن توصيات مؤتمر "باليرمو"، لكن هناك أطرافا ليبية ما زال مشكوك في حضورها للمؤتمر، وكذلك نوع التمثيل الروسي والأمريكي، وكذلك الفرنسي"، حسب تقديراته.
 
وتابع: "إذا اتفق مجلسا النواب والدولة على تفاصيل تعديل المجلس الرئاسي، وإذا نجحت مصر في دفع عملية توحيد المؤسسة العسكرية قدما فهذا سيقطع الطريق على مؤتمر إيطاليا، ولن تكون له الأهمية التي تعطى له الآن، ويجب التعويل على الحلول الداخلية أكثر من الخارجية".
 
وقال رئيس مؤسسة "ليبيا للإعلام"، نبيل السوكني، إن "مؤتمر إيطاليا هو امتداد لاتفاق "باريس"، لكن فى الشكل وليس في المضمون، بمعنى جمع الفرقاء على طاولة واحدة"، مضيفا: "ورسالة "روما" إلى الجار الفرنسي هي التخوف من عرقلة الأخيرة للمؤتمر"، كما صرح لـ"عربي21".
 
علاء فاروق