انصتوا مازالت الجماهير الحيّة أو الميتة لا فرق ما دامت تهتف للزعيم والقائد والملك والرئيس والأمين ونائب الأمين ومساعد الأمين الأيمن لأنه أكثر التزاماً من الأيسر لتلوثه بلوثة اليسار فظن نفسه مثقفاً للحزب أو للطبقة أو للطائفة أو للأمّة أو للمشاريع الضيقة في زواريب الأحزاب.
بالدم وبالروح نفديك ونغذيك يا ربنا يا رب مشاكلنا و أحزاننا و أحلامنا وآمالنا وطموحاتنا التي لا تنتهي ولا تشبع طالما أنك تفيض علينا ببركات ما عندك من خزائن الرحمن ومن خير طامر وعابر للقارات فأنت إله الخصب والنسل والسلم والحرب بك اجتمعت كل آلهة الأرض فأنت لم تأتِ كما تأتي الولادات فأنت لا تخرج من الصلب ولا من الترائب ولا من مجاري القازورات وأنت لا تأتي كما نأتي نحن الجماهير الغفيرة عصب الحروب و أولاد الشوارع وساكنو القبور والميتون على أبواب القصور أنت لا تأتي مثلنا عارياً من كل شيء ولا عاراً يلحق بك فأنت غير مدنس كما نحن أولاد الخطيئة أنت من صنف آخر ومن نوع آخر ومن جبلة اصطفاها الله لخاصة أوليائه ممن أكرمهم بكرم النعم التي تدوم ولا تزول.
إقرأ أيضًا: بكاء روسي بالفوسفور الأميركي على قبر دير الزور
عاش حافظنا و حامينا تاج الملوك وقيصر القياصرة و إبليس الأبالسة زعيم الدولة أو الطائفة أو المذهب أو الأمّة أو الحزب أو الجماعة أبو المعارضين وأبونا الذي يشملنا بعناية خاصة واهتمام رعوي وأبوي لا مثيل له حتى حُسدنا من الكافرين والمشركين وعابري سبيل السلطة من أوغاد الديمقراطية الفاسقين الشاربين للخمور والمرتكبين للكبائر وما صغُر منها وللفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا يستأخرون ساعة عن قيام ما يُفسد ودّ الناس برذائل جديدة باسم الحقوق والمشاركة و أسماء أخرى من خزي الأفكار الوضعية المبتعدة عن تعاليم الله.
أعوذ بالله من شيطان الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والمساواة بين البشر فكيف يستوى الأعمى والبصير؟ كيف نكون نحن من خلقنا من طين نتن متساوين مع من خلق لا من نطفة ولا من مُضغة بل ولد مثل ما ولدت الأجرام والكواكب من صنع المستحيل؟
إقرأ أيضًا: يا أيّها الشعب العظيم يا أشرف الناس يا .............
لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى... وهل هناك عدل أكثر من عدل الجماهير البائسة واليائسة والهاتفة ليل نهار صيف شتاء للعاذلين بالله، لقد ولدنا على هتاف النخبة المسؤولة من قطع الطرق من أولياء النعمة المصادرة من حكام باتوا مدارس في الحكم وقد باركهم الله لجُلّ ما فعلوا وما بذلوا وما منحوا وما أعطوا وقد سددهم خير تسديد فهم لا يموتون مستعصيون على الموت يبقى سجل التاريخ مفتوحاً لهم وأسماؤهم علامات مضيئة في سماء الشعوب التي نصروها واستنصروها و أثروها وبنوا لها جنّات من المحيط الى الخليج نعم مفتوحة على مدى من البساتين والألوان والطيور وأنهر الخمر والعسل واللبن وما وعد الله به في جنة بعيدة قرّبها أولياؤه فقهاء الدين والدولة كرم الله وجوههم التي لم تسجد لصنم شرقي أو غربي بل ولّوا وجههم شطر المحرومين والمستضعفين فرفعوا عنهم ذيول المستعمر والمستحمر وأعباء الحياة فأمسوا تيجاناً على تيجان أليسوا خير أمّة أخرجت للناس ...؟
انصتوا مازال يخطب وبجرعات زائدة من الحماس المحمّس للأولاد كي يشتروا أكفان العيد فكلنا إسماعليون لأبينا إبراهيم ولا نريد من الله أن يستبدل رقابنا برقبة كبش أو أيّ ذبح آخر نحن ذُبحاء القائد من الوريد الى الوريد ولا رجعة عن ذلك ما دام الموت خُط على ابن آدم محط القلادة على جيد الفتاة فلما نتأخر عن واجب لا يسقط الا بسقوطنا دفاعاً عن القضية المقدسة وعن المقدسات التي كثفناها حتى صار كل شبر يحتاج الى شلو من أشلائنا لنرويه بالدم كي لا يفقد حرارة الإيمان فنفقد عندها الشعور بدفء المقدسين تحت التراب من فلسطين الى الأندلس.