إنطلق برنامج لوريال - اليونسكو من «أجل المرأة في العلم»، منذ العام 1998، ليؤكّد دور المرأة الرائد في مجال البحث العلمي. فمنذ إنطلاقته، دعم البرنامج 3124 باحثة، وكرّم 102عالمة، وقدّم 3022 منحة لسيدات من 117 دولة لمتابعة دراستهن.
على مدى السنوات العشرين الماضية، إرتفعت نسبة النساء العاملات في المجال العلمي حوالي 12% ، إلّا أنّ هذه النسبة لا تزال تُعتبر متدنية جداً، إذ انّ أقل من 30% من الباحثين هم من النساء، وهذا يؤشر الى التمثيل المتدني للسيدات في العلم.
كرّم البرنامج لهذا العام 6 باحثات من مختلف البلدان العربية، وهن: الدكتورة أسيل إبراهيم محمود من العراق، تخصّصت بعلوم فيزياء - الليزر والكهروبصريات، الدكتورة فاتن أبو شوقة من فلسطين، تخصّصت بالرياضيات- حسابات الهندسة المعقّدة، الدكتورة حنان خليل من الأردن، تخصّصت في إعادة التأهيل العصبي، الدكتورة مايا عطية من لبنان، تخصّصت في هندسة الموارد المائية، والآنسة ليلى الموسوي من لبنان أيضاً، تخصّصت في علم الأحياء. وأخيراً السيدة شذى العبد من الأردن، تخصّصت في العلوم الصيدلانية/الكيمياء الدوائية.
وفي حديث خاص لـ«الجمهورية» كشفت الباحثات عن دورهن في هذا المجال، وشددن على الصعوبات التي واجهتهن بهدف الوصول الى مراكز رائدة في العلوم.
مشاكل وصعوبات
بداية، أشارت عطية الى أنّ «العمل والدراسة وتربية طفلين من المسؤوليات التي أُلقيت على عاتقي في بلد وحضارة مختلفة. كما انّ التحدّي والعلم والمعرفة والثقافة هي الأدوات التي نتحصّن بها لإزالة كل العوائق».
بدورها لفتت حنان الى انّ «قلة وفرة موارد الدعم المادي للبحث العلمي في الوطن العربي عموماً هي من أكبر التحّديات التي تواجه الباحثين العرب. أما بالنسبة للنساء في مجال العلوم، فيتمثل أحد التحدّيات الرئيسية في التحيّز ضد المرأة الذي ينبع ولو جزئياً من ثقافتنا»!
أما فاتن فأشارت الى قلّة التمويل والدعم المادي وقالت: «إنّ قلة الموارد المادية تعرقل قدرة العلماء على التفرّغ للعلم، وأيضاً تؤدي إلى عدم القدرة على توفير المستلزمات الأساسية والأجهزة والمعدات اللازمة لإجراء البحوث العلمية، بالإضافة الى المشاكل السياسية».
في حين أشارت شذى الى انّ «الصعوبات تتوزع على أصعدة متعددة بدءاً من الصعيد الشخصي العائلي. فالموازنة بين المتطلبات المختلفة، لأني أم وطالبة، ليست بالأمر السهل. أما في الجانب البحثي فلربما من أبرز التحدّيات هو قلّة الموارد المتاحة».
بدورها قالت أصيل: «بالنسبة لي كباحثة من العراق، الصعوبات الأساسية كانت ظروف وأوضاع البلد من أمنية واقتصادية، مما أثّر على كل مفاصل الحياة ومنها، عدم المقدرة على تمويل البحوث العلمية او شراء الأجهزة الحديثة او التدريب والتواصل مع مراكز البحوث العالمية، وذلك جعلنا متأخرين بخطوات كبيرة عن العالم. إضافة الى الصعوبات الشخصية التي أواجهها كإمرأة باحثة في مجال يهيمن عليه الذكور».
بدورها أوضحت ليلى الى انّ «البحث العلمي في مجال البيولوجيا يتطلب الكثير من المجهود الفكري والعملي. ولعلّ أبرز الصعوبات التي واجهتنا، هي في عدم توفر التمويل الكافي أو البنى التحتية والتجهيزات اللازمة لاستكمال البحث العلمي، حيث قد حال في بعض الأحيان دون تحقيق أهداف المشروع على أكمل وجه».
تعزيز دور المرأة في مجال العلوم
من جهة أخرى تطرّقت مايا الى دور المرأة وقالت: «كلمتي كإمرأة للمرأة العربية بأن الخطوه الأولى للحرّية والابداع هي المعرفة ومن ثم التحرّر الاقتصادي والمادي الذي يفتح أبواب مستقبل زاهر لنا ولأولادنا».
فيما أشارت حنان الى انّ «أهم ما تحتاجه المرأة هو الدعم والتشجيع. بشكل عام يمكن للنساء العالمات أن يكن نموذجاً يحتذى به لخفض إنتشار الصورة النمطية العامة التي تربط مجال البحث والعلوم بالرجال».
أما فاتن فلفتت الى «توجيه الدعم المادي والمعنوي، حيث يساهم في تعزيز دور المرأة». وقالت: «من خلال مركزي يمكنني العمل على توجيه الفتيات لدراسة الرياضيات واثبات شخصيتهن في هذا المجال. كما أسعى الى إنشاء فرق بحثية خاصة بالطالبات لمساعدتهن في خوض مجال البحث العلمي».
بدورها قالت شذى: «بحكم صغر سني، وعملي بشكل جزئي في المجال الأكاديمي، فاني ما زلت الى الآن على تواصل مع الطلبة ودوري الآن لربما قد يتلخص في تقديم المشورة والنموذج لكل من تفكر في البدء بالمشوار العلمي والأكاديمي».
وقالت أصيل: «للمرأة دور كبير وأساسي في كل مجالات الحياة ولا سيما العلوم. فيجب علينا الإستمرار في العمل والبحث العلمي مهما كانت الظروف او العقبات وتشجيع الباحثات على مواكبة العمل وتعريفهم بالبرامج والمنظمات».
كما شدّدت ليلى على انّ «أفضل ما يمكن أن أقوم به لتعزيز دور المرأة في العلوم، هو الحرص على تحقيق أهدافي على أكمل وجه. كي أكون قدوة تلهم الأجيال الصاعدة وخاصة الشابات المترددات في إنتهاج العلوم كمهنة لهن، وبالطبع سأقدّم لهن كل ما استطيع من مساعدة ودعم لاكمال مسيرتهن متى سُنحت الفرصة».
أهداف للسنوات المقبلة
لا يقتصر عمل الباحثات على الحاضر فقط، لا بل أمامهن مستقبل طويل الأمد، من هنا تركّز الباحثات على تطوير عمهلن من خلال إنشاء لجان أو تأسيس معاهد مختصّة، كل منها في مجالها، أو استكمال خطوات تطبيقية لمشاريع هندسية وتكوين مجموعة بحثية. والأهم تسعى الباحثات على أن يكنّ قدوة للأجيال الصاعدة خصوصًا السيدات منهن.