الكلام عن أزمة اقتصادية ليس تهويلاً، فعلى رغم أنّ هناك استقرارا نقديا وثقة بالهندسات المالية، هنالك مشكلة اقتصادية حقيقية
وصفت مصادر «القوات اللبنانية» مواقف باسيل بأنها «نارية»، مؤكدة لصحيفة «الجمهورية» أنّ «القوات» لا تريد الدخول في سجالات معه أو الرد على كلامه. وقالت: «تستغرب «القوات» أن تكون كل الأطراف السياسية تتعامل بإيجابية مع الاستحقاق الحكومي في محاولة للخروج من مأزق الفراغ الذي لم يعد يُحتمل على المستويات الاقتصادية والسياسية والوطنية، في وقتٍ كان الشعب اللبناني تأمّل خيراً بكلام رئيس الحكومة المُكلف لجهة تحديده مهلة عشرة أيام لتأليف الحكومة».
وتابعت: «المفاجأة أنّ هناك طرفا واحدا يأخذ الأمور الى المنحى السلبي، فيما الأطراف الأخرى تتعامل مع الاستحقاق بإيجابية، وتحاول تقديم التسهيلات اللازمة، وتفتح قنوات الحوار وتتواصل مع معظم القوى السياسية باستثناء هذا الطرف الذي يواجه كل هذه القوى إمّا مجتمعة وإمّا واحدة تلو الأخرى، ولا يُقدّم أي فكرة إيجابية، ويصرّ على مواقفه التي تتناقض مع الانتخابات النيابية ونتائجها، ويتمسّك بحكومة أمر واقع أو حكومة أكثرية بعيداً من نتائج الانتخابات والتوازن الوطني والحكومة الوطنية التي من المُفترض تأليفها في هذه المرحلة من أجل إنجاح العهد والمرحلة السياسية ومواجهة الأزمة الاقتصادية المستفحلة».
وأشارت مصادر «القوات» لصحيفة الجمهورية إلى أنّ «الكلام عن أزمة اقتصادية ليس تهويلاً، فعلى رغم أنّ هناك استقرارا نقديا وثقة بالهندسات المالية، هنالك مشكلة اقتصادية حقيقية يتحدّث عنها الخارج وخبراء في الاقتصاد والمال»، لافتة إلى أنّ «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذّر على هذا المستوى، كذلك الموفد الفرنسي الذي جال على الرسميين في لبنان، حذّر من الوضع الاقتصادي وشدّد على ضرورة تنفيذ مؤتمر «سيدر».
ولاحظت هذه المصادر أنّ «الحريري، الذي من المعلوم أنه يتجنّب الخوض في سجالات أو اتهامات مباشرة، ذهب للمرة الأولى في اتجاه الكلام غير الإيجابي عن باسيل»، ورأت أنّ «هذا الكلام يعكس من هو الفريق الذي يعطّل ويعرقل ويتمسّك بالفراغ، ويأخذ البلاد إلى مزيد من التفريغ السياسي، ويعرّض البلد إلى مشاكل شتى».
وشدّدت على أنّ «القوات» على تواصل مع الحريري وقدّمت كل ما يمكن تقديمه من تنازلات، لكنها تتمسّك بنتائج الانتخابات وبالواقع السياسي، خصوصاً أنّ الانتخابات الطالبية الأخيرة في عدد من الجامعات أكّدت مشروعية «القوات» على المستوى الشعبي. وبالتالي، هذه الشرعية التي تأكدت طالبياً والتي كانت تثبّتَت في الانتخابات النيابية، يريد باسيل الالتفاف عليها من خلال تحجيم «القوات» وإخراجها من الحكومة، ومن خلال فتح سجالات عقيمة مَلّ اللبنانيون منها». وركّزت المصادر على أنّ «الحريري اتهم باسيل بتبديد الأجواء الإيجابية، وكل القوى السياسية تُجمع على هذا الأمر»، مشددة على «مبادرة رئيس الجمهورية والحريري لأن يستمرّا في مساعيهما من أجل تأليف حكومة بعيداً من محاولة باسيل عرقلة مساعيهما أو فرملتها أو تعطيلها، لأنّ البلاد تحتاج إلى حكومة توازن وطني تمثيلية حقيقية». وأملت في «تجاوز العرقلة التي يتسبّب بها شخص واحد، ويحول دون تأليف الحكومة وإبقاء البلد في الفراغ القائم».