الرئيس المكلف سعد الحريري في إطلالته التلفزيونية كان حدد مهلة عشرة أيام، والبعض تحدث عن قطع التفاهمات شوطاً كبيرا، وأن العمل جار على توزيع الحقائب وإسقاط الأسماء عليها. إلا أن كلام الوزير جبران باسيل بمناسبة ذكرى 13 تشرين الأول، وتحديدا حول حصة القوات اللبنانية، سرعان ما بدد أجواء التفاؤل أو على الاقل خفف من منسوبها، بعد تشديده على أن التشكيلة التي سيحملها الرئيس الحريري إلى قصر بعبدا أيا تكن لن تمر بدون توقيع رئيس الجمهورية، بطريقة أوحى من خلالها أن التوقيع لن يحصل إذا تم إعطاء القوات أكثر من ثلاثة وزراء.
أما بالنسبة إلى عين التينة، فالحذر واضحاً عند الرئيس نبيه بري بقوله "لا تقول فول ليصير بالمكيول"، وهو المعروف بقراءته الدقيقة لمسار التطورات. المراقبون لمسار التأليف الحالي، والمتابعون لولادات الحكومات السابقة، يستشعرون، ولو دون الثقة المطلقة، في المقابل أن التأليف بات قريباً من خواتيمه، وأن الحكومة ستبصر النور قريباً، إذ أن الضجيج القائم ما هو إلا مخاض اللحظات الاخيرة، وأن التشكيلة دخلت في مرحلة توزيع الحقائب والاسماء. وبعض المراقبين يتحدثون بعكس الاخرين على ان الاجواء ضبابية والامور لا زالت تراوح مكانها.
إقرأ أيضا : جرعة دعم فرنسية للحريري
في السياق، تشير أوساط مراقبة إلى أن وضع لبنان الاقتصادي دقيق جدًا، والمرحلة التي نمرّ بها اليوم قد تكون من أصعب المراحل التي يشهدها البلد منذ عدة سنوات مضت، لافتة الى أهمية تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، لمواكبة الاستحقاقات المرتقبة، وفي مقدمها تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر"، حيث أن التعقيدات التي تواجه تأليف الحكومة تنعكس سلبًا على "سيدر"، الذي مرّ ما يقارب الستة أشهر على انعقاده، حيث أنه في حال تأخر لبنان أكثر في تشكيل الحكومة، قد يخسر فرصته في الحصول على المساعدات المقرر تقديمها .
من الواضح أن لبنان ودول الخارج والمجتمع الدولي جميعهم ينتظرون تشكيل حكومة جديدة، في حين أن الشعب لا يولي أي أهمية لهذا الموضوع، فبنظر عدد من المواطنين، وضع البلد لن يتغيّر طالما ان طبقة سياسية فاسدة تحكمه، ولن تنجلي الأزمات فور تشكيل الحكومة، فيقولون إنه "بوجود حكومة أو بغيابها، سيبقى المواطن هو الضحية ومن يدفع الثمن أولًا وأخيرًا، فالوضع الاقتصادي في أزمة، وأسعار المحروقات في ارتفاع مستمرّ، وأزمة السير تتفاقم يومًا بعد يوم، وغلاء الأسعار والمعيشة يتزايد، والنفايات مازالت على الطرقات، والأمراض تنتشر يوما بعد يوم، والوضع دائمًا إلى الأسوأ. ومهما يكن فإن غداً لناظره قريب، والساعات المقبلة كفيلة بتبيان الخيط الأسود من الخيط الابيض.
فإما تولد الحكومة في المهلة التي وضعها الحريري، وإما تتعقد الامور من جديد ونعود الى المربع الاول.!