ردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على ادعاءات رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بالمزيد من سياسة المقاومة المعتادة بعدم منح العدو معلومات مجانية، مؤكّداً أن الردّ الأفضل هو «السكوت البنّاء»
انتقد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ردّ فعل دول الخليج تجاه الابتزاز الأميركي المعلن، مؤكّداً أن السياسة التي ينتهجها في مواجهة حملات واتهامات العدو الإسرائيلي الإعلامية هي الصمت. وفي الملفّ الداخلي اللبناني، أكّد نصرالله أن لا معطيات جديدة في مسألة تشكيل الحكومة، إلّا أنه دعا إلى تشكيلها بشكل سريع لمعالجة القضايا الإنمائية والاقتصادية وحاجات المواطنين المستفحلة في البلاد.
مواقف نصرالله أمس، جاءت في الاحتفال التأبيني لـ«أم الشهداء» أم عماد مغنية، الذي أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية، حيث أكّد أن الراحلة «هي رمز من رموز مقاومتنا وجهادنا ومعركتنا وصمودنا وانتصاراتنا وستبقى كذلك، وسيبقى لها هذا الأثر الخالد».
وتناول نصرالله خطابات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي طالب فيها بعض الدول الغنية التي يدعمها وتحديداً السعودية بدفع الأموال، وأنه «لولانا لا تبقى طائراتكم في السماء ثم قال بعد ذلك - مرة أخرى - لولانا لا تستطيعوا أن تحكموا أسبوعين وعليكم أن تدفعوا». وقال أيضاً إن «إيران كانت ستسيطر على منطقة الشرق الأوسط خلال 12 دقيقة». وتذكر نصرالله ما كان يقوله الإمام الخميني عن الإدارات الأميركية بأنها الشيطان الأكبر ،قائلاً إن أميركا «دولة حرامية دولة لصوص». وأضاف: «نحن اليوم أمام نموذج من أميركا التي أيضاً تُوغل في استكبارها وعتوها إلى درجة أنها تهين حلفاءها وأصدقاءها».
وسأل: «هذا التهويل إلى أين يريد أن يصل؟ الابتزاز، يبتزهم ليبيعهم المزيد من السلاح، ليطلبوا منه المزيد من الحماية وليأخذ منهم المزيد من المال».
وتوجّه نصرالله إلى حكام الخليج، سائلاً إياهم: «على من تراهنون؟ حكوماتكم، دولكم، مستقبلكم، حاضركم، أمنكم، اقتصادكم؟ حقيقة على من تراهنون؟ على ترامب، على أميركا؟ على الذي يذلكم ويهينكم ويستكبر عليكم ويسرقكم وينهبكم ويبتزكم بحجة الحماية وعندما تنتهي أموالكم غير معلوم ماذا يفعل بكم، وعندما ينتهي دوركم، كلنا شاهدنا أميركا كيف تعاطت مع محمد رضا بهلوي، فيزا حتى يدخل إلى أميركا ليتحكم، الرجل كان مريضاً بالسرطان، لم يعطوه، وهو الذي أمضى شبابه وسخّر كل إيران ومقدرات إيران لخدمة أميركا ومصالح أميركا».
ثمّ نصح نصرالله هؤلاء الحكام بالقول: «يا عمي أوفر عليكم، أوفر، حتى بدفع الفلوس، أنه يبقى الشخص منصاع لترامب وأميركا أو لا، يذهب إلى منطقته، إلى دول المنطقة، يذهب، ينهي الحروب التي يشنها، يتوقف عن الدفع باتجاه الحروب الداخلية»، وأضاف: «أيهما أوفر أن تدفعوا الجزية لترامب أو أن تنفقوا مئات المليارات هذه على شعوبكم لمعالجة مشاكل البطالة وتأمين فرص العمل، ومعالجة مشاكل المرض، والصحة، والبيئة، معالجة مشاكل الجهل والأمية، معالجة الكثير من المشاكل التي تعاني منها؟».
وفي الموضوع الإسرائيلي، علّق نصرالله على الاستعراض الذي قام به رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو في الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين، عندما زعم أنه يملك معلومات عن مواقع منشآت المقاومة لتحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة، فأكد الأمين العام لحزب الله أنه «في ما يتعلق بالأمور العسكرية وسلاح المقاومة وإمكانات المقاومة، وعديد وعدة المقاومة وما يتصل بالمقاومة سياستنا حيث البعض يقول لك السكوت أو الصمت صح، ولكن التوصيف الصحيح هو الغموض البنّاء». واعتبر أن «هذا سكوت هادف من موقع المعركة، ونحن من أجل أن يأخذ كل الناس علماً، كلما خرج ناتنياهو أو غير ناتنياهو بكلام وأن حزب الله عنده هيك أو ما عنده هيك أو في المكان الفلاني أو في غيره... فهل على حزب الله أن يقدم إجابات؟ لا، أبداً ليس علينا أن نقدم إجابات ومن الخطأ أن نقدم إجابات لأن هذا يدخلنا بلعبة العدو». وشكر وزارة الخارجية اللبنانية على مبادرتها، مؤكّداً أن الحزب لم يطلب الأمر أبداً بل كانت مبادرة من الوزارة لما للأمر من أهمية على صعيد كل البلد.
وعن موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية، أكّد نصرالله أنه «ليس لدي جديد في مسألة تشكيل الحكومة، نحن كالعادة مثل بقية القوى السياسية نحث على تشكيل الحكومة». لكنه أكّد أن «عندما نتحدث، نتحدث عن مصلحة الناس، الكل يقول الوضع الاقتصادي، الوضع المالي، الوضع المعيشي، بدأ الشتاء، بدأت الأمطار، ولاحقاً ستبدأ المشاكل، فيضانات بالمدن والقرى، على مدى أيام شاهدنا سيولاً جارفة في البقاع الشمالي بمنطقة بعلبك الهرمل، والكل يتحدث عن أزمة النفايات القادمة على الأبواب، وأزمات أخرى... ماذا تنتظرون؟ الكل يعرف بالأسباب الداعية والموجبة للاستعجال، إذاً ما الذي تنتظرونه؟».
ونفى نصرالله أن تكون سوريا تتدخل في موضوع تشكيل الحكومة «لا من قريب ولا من بعيد ولا توصي بشيء، هذا شأن لبناني أنتم اللبنانيين تحملوا مسؤوليتكم».