كثُر الحديث عن الإهمال الإنمائي الذي تعاني منه معظم المناطق اللبنانية، وخاصّة في بعلبك الهرمل، حتى غدا الحديث من هذا الموضوع، قصيدة متبورة، مقطّعة القوافي والأوصال، يردّدها كبار المسؤولين متباكين على أطلال بعلبك الهرمل.
ولطالما حلم الناس بأحزابٍ تحلّ محلّ الدولة لإنقاذ المنطقة، ولكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ حلّ مكان الدولة المهمِلة أحزاباً أكثر أهمالاً، حيث أن جانب كبير من الأزمة الإنمائية يُعزى لعدم توفّر برامج ثقافية إنمائية في أولويّات الأحزاب الحاكمة، التي تستغلّ المناطق لدعم مشاريعها السياسية المرتطبة بالصّراع الإقليمي والدولي، ويتعمّدون اتّباع سياسة الإهمال لإبقاء الناس تحت حاجة الأحزاب ورحمتها.
فإنّ منطقة بعلبك الهرمل التي ترزح منذ زمن تحت وطأة الحرمان، وإهمال الحكومات المتعاقبة، نموذجاً صارخاً من نماذج الحرمان، وخزّاناً بشريّاً، وملجأً آمناً للخارجين عن القانون.
فاعتاد شعبها الحرمان حتى الثمالة، فهم يتعايشون مع الإهمال بعد أن ملّوا صرخات الشكوى التي لم تجد آنذاناً صاغية حتى اليوم، وملّوا تمثيل دور الضحيّة في مسلسل الخداع، الذي ألّفته الدولة، ونفّذته الأحزاب.
فإلى متى ستبقى منطقة بعلبك الهرمل تتأرجح بين الإهمال والنسيان، مرميّةً على هامش الزّمن...؟؟!!